جريدة الديار
الثلاثاء 21 مايو 2024 08:30 مـ 13 ذو القعدة 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
بنك مصر يوقع عقد قرض طويل الأجل ب 990 مليون جنيه مع شركة ايديتا محافظ دمياط تجرى زيارة مفاجئة لمقر الوحدة المحلية لرأس البر لمتابعة سير العمل وتقرر إحالة ٢ من العاملين للتحقيق لخروجهم بدون اذن لمتابعة منظومة العمل بكافة الملفات زيارة مفاجئة من محافظ دمياط لمقر الوحدة المحلية بالسنانية محافظ دمياط تشدد على الدفع بمعدلات التنفيذ ورفع المخلفات الناتجة عن الأعمال بشكل دورى ”بسبب مشادة كلامية نسي الفرامل” اعترافات سائق ابو غالب السيسي يؤكد حرص مصر على وقف نزيف الدم في غزة وتعزيز ثقافة السلام حقيقة واقعة محاولة خطف طالب بالقاهرة: شائعة أم حقيقة؟ هل تبيع الحكومة المصرية مستشفياتها؟ ....وزارة الصحة والسكان تجيب 8101 طلب من المواطنين بالشرقية لإستخراج شهادات البيانات والتصالح البحيرة ... توريد 206 ألف طن من محصول الزهب الاصفر لموسم حصاد 2024 محافظ الجيزة ينعي المتوفين في معدية ابوغالب ضبط 4 طن جبنه بيضاء مجهولة المصدر ومواد الغذائية بالبحيرة

قصة حياة مدمن .. قصة واقعية عن مدمن مخدرات

أرشيفية
أرشيفية

عالم الإدمان مليء بالمآسي والآلام والصعوبات التي يمر بها المدمن ، تستشعرها في نبرة صوته، النهايات المؤلمة المرتبطة بكل حكاية لمدمنين المخدرات، تنتهي معظمها بالإصابةبالأمراض الخطيرة منها الجسدية والنفسية أيضا، ولا يقف الأمر عند هذا الحد فعالم المخدرات يكشف تعرض من يقع أسيراً للمخدرات لإعتداءات بشتى أنواعها في سبيل الحصول على جرعة من المخدرات، وفي إطار ذلك دعونا نتعرف على بعض هذه القصص وما الأسباب التي دفعته للجؤ إليها وكيف خرج منها بالحديث مع باسم عاطف المعالج النفسي ، وتأهيل السلوكيات الإدمانية

ما هو مرض الإدمان وكيف يكون تأثير المدمن بفيروس كورونا

قال عاطف باسم ، في البداية كان هذا الطفل يعيش في مجتمع وأسرة لا تعرف كيف تسدد له الإحتياجات النفسية لأن أي طفل له إحتياجات نفسية ، فأي طفل منذ بداية نشأته يحتاج إلى التشجيع دائمآ ، والإحساس بالأمان ، فالطفل دائمآ يحتاج إلى وحب ، وإحتواء ، لكن ما كان يحدث عكس ذلك ، كان لا يسمع غير أنت فاشل ، انت غبي ، عندما كان يخطئ كان يقابل الرفض والإهانة وعدم وعى الأسرة أنهم يتسببون في إنتهاك الولد نفسيا ، وجسديا وعندما كان يذهب للمدرسة كان يواجه غضب المدرسين وإنتهاكهم له جسديا ونفسيا ، وعندما كان يذهب للتعبد كان يواجه مدمنين الدين والمتعصبين والمتشددين دون وعي وبدأ يكون صورة خاطئة عن الدين ولم يساعده أحد لتعديل هذه المفاهيم .

و تابع المعالج ، في الحقيقه أنه كان يواجه عدم الأمان والإحساس بالرفض ، وتجاهل المحيطين به وتقليل لمشاعره والخزي والخوف والوحدة والحزن والغضب كل ذلك دون وعي من المجتمع والأسرة .
كانت التربة الإدمانية عند الطفل تتغذى من خلال كل ما سبق من ايذاء جسدي وروحي وإجتماعى وعاطفي ، وفى هذا الوقت كانت تدق أجراس الادمان ولكن ما نوع الإدمان الذي سيطر عليه هل إدمان عمل ، دين ، جنس ، طعام مخدرات ، ميديا ، كحوليات ، وكان دائما يبحث عن الأمان والقبول والحب والاحتواء ، وأخيرآ وجد أطفال من نفس عمره تقريبا ولكنهم مدخنين وهنا جاء الشغف وظل معهم وبدأ أولى خطوات الرحلة بالهروب من المدرسة وتدخين السجائر حتى علمت أسرته بذلك و هنا حدثت كارثة أكبر كان يجب أن يتعاملون مع الموقف بهدوء ويبحثون لماذا يحدث ذلك وما هى إحتياجات الطفل الغير مسددة لكن للأسف كان ينتهك الطفل بكم كبير من الاذى الجسدي والضرب والإهانة وكانوا يضعون الملعقة على النار ثم يضعونها على جسم الطفل الذى يبلغ من العمر عشرة أعوام

وأكمل المعالج النفسي ، كل ما حدث دعم التربة الادمانية وزاد من صلابتها وأتى بصورة عكسية من غل وغضب ورغبة في الإنتقام والتشبث بالرأي، ظل يكرر ما يفعله مع أصدقائه حتى وجد مخدر الحشيش مع أحد الأصدقاء وكان يبلغ ١٣ عام
وكان يوجد عند الشاب الصغير شغف أن يجرب المخدر وعندما شرب المخدر لأول مره كان يهرب من الواقع المؤلم ويشعر أنه يطير فى السماء وأصبح يعتمد على المادة لتكون مسكن للألام التى وضع بذورها الأهل والمجتمع من حوله وبدأ بتوسيع دوائر علاقاته متمحور حول المخدر وأماكن تدوالها وبيعها

وأكد باسم ، من الجانب العلمي فالمخدر يصدر مادة الدوبامين ف المخ و الدوبامين هو مادة كيميائية أو هرمون موجود بشكل طبيعي في جسم الإنسان حيث يعزز من الشعور بالسعادة بالإضافة إلى كونه ناقلا عصبيا أى أنه يرسل إشارات بين الجسم والدماغ ، والمدمن عندما يتعاطى المخدر يفرز المخ مادة الدوبامين المتسبب (بالشعور بالسعادة) وهذا ما يجعل هذا الشاب يتعاطى بمعدل أكبر ،وظل هذا الشاب فى التعاطي حتى وجد خلال هذه الرحلة مخدر جديد يسمى بأقراص(الترمادول) وعندما بدأ بالتجربة جعله يشعر بالسعادة أكثر وقال أنه كان يساعدني على إنجاز كل المهام
لكن يقول أيضآ ؛ أنا كنت في (إنكار للحقيقة) وكنت قد فشلت في الدراسة وتوجهت للعمل بعدما أصبحت مرفوض إجتماعيآ وعلى المستوى الأسري وكانت حياته قد انحصرت حول تعاطي المخدرات وتوجه للعمل بالورش الصناعية حيث توجد المخدرات بشكل مكثف وكان كل شغفه وأحلامه أن يتوفر المخدر وحتى العمل اليومى بالورش قد فشل به وتصبح الوحدة والعزلة والشفقة على الذات هم الصديق و المخدر هو الرفيق الأمن له، ظل يبحث عن المخدر ولا يجد أموال للشراء و ظل يسرق من الأهل والأصدقاء والمجتمع وفي هذا الوقت ظهر أمامه مع أحد أصدقاء التعاطي مخدر الهيروين (البودرة) التي أصبحت في متناول الشباب حاليا وسعرها في متناول الأيدي وخطرها أعلي وظل يتناول الهيروين بطرق كثيرة (الاسناف) الأخذ عن طريق الأنف (الحرق) الأخذ عن طريق حرق المادة بورق الفويل
وأخيرا (الحقن) ، ظل يعاني هذا الشاب وحيد برفقة المخدر والخوف وكان يسرق ويتاجر بالمخدرات و يستخدم ذكائه وأساليبه الخاصة ليظل دائمآ المخدر في متناول يده وعندما يكون المخدر غير موجود كان يمر بأعراض إنسحاب المخدر .
الدوخة ، و العصبية،والإكتئاب ، والصداع ، والأم العظام والتعرق ، وفقدان التوازن ، وإسهال ، وغيرها من الاعراض .

وأوضح المعالج ، أن المريض عرض عليه العلاج من إدمان المخدر وتقبل ذلك كغريق تعلق بقشة والسبب لأنه لم يكن لديه أي حلول أخرى لأنه للأسف من خلال تجارب الأخرين علم أن نهاية رحلة المخدرات دائمآ تؤدي به إلي ثلاث مناطق وهم حتما و لابد ان يمر بهم أما (السجون ؛ أو المصحات العقلية ؛ أو الموت)
ونحن نعرف الكثير من الأصدقاء الذين أدي بهم الطريق إلى الموت والكثير إلى السجون والكثير إلى المستشفيات العقلية ، عندما جاء إلي المكان العلاجي ليتم تأهيله من السلوكيات الإدمانية المدمرة لذاته والمجتمع والأسرة وكل من حوله ، كان عليه أن يتبع القواعد والإلتزام وهذا كان غريبآ بالنسبة له لأنه عاشق لتكسير القواعد وعدم الالتزام ولكن بعد فترة العلاج تحت إشراف أطباء نفسيين ومعالجين نفسيين والإستعانة ببعض الأدوية النفسية والبرامج العلاجية وبمساعدة مدمنين متعافيين وبمساعدة قوته العظمي ( الله ) والمبادئ الروحانيه .

وأشار المعالج النفسي ، إلى ذلك الشخص الذي يقف أمامه الآم ناجح في حياته ، مسؤل ومنتج وإيجابي وفعال وسط المجتمع ، شخص متعافي ويطبق البرنامج العلاجي يوميآ

ومن جانبه قال فضيلة الشيخ محمد سليم ، أستاذ بجامعة الأزهر ، الإدمان عدو متربص دائماً يستغل كل الفرص ليدخل إلى مساحتك الخالية، وقد يستخدم أي طريق ليوقعك في حباله .

وأردف فضيلة الشيخ ، التدخين بوابة الهلاك فجميع من دخل عالم المخدرات كان التدخين هو البداية ورحلة الضياع في عالم المخدرات حيث يبين بعض الحيل لإيقاع الشباب في براثن هذه الآفة الخطيرة ، ومنها استغلال مناسبات الزواج لدس المخدر في الشاي والقهوة وقولهم ( اخدم الرجال يخدمونك )، ومنها أيضا استغلال الجلسات الشبابية وحفلات الطرب لتعريف الشباب بالمخدرات ومنها استغلال أيام الامتحانات وقولهم ( إذا أردت النجاح حبه حتى الصباح )
ومنها استغلال أوقات الفراغ الروحي عند الشباب لإيقاعهم وقولهم ( فرج همك )

وتابع الشيخ محمد ، المخدرات هي مواد مخدرة ومغيبة للعقل ومؤثرة علي الوظائف الجسدية وتؤثر علي الأفعال والتفكير بشكل كبير جداً وتعتبر المخدرات من أسوء الامور التي قد يدمنها الإنسان وتدمر حياته بشكل كامل بشكل بطئ جداً ومزعج له ولمن حوله أيضاً

وإختتم أستاذ الأزهر ، هذا الداء الفتاك الذي بدأ ينتشر في كل مكان وبين جميع طبقات المجتمع وخاصة بين عماد الأمة وأملها المنشود وهم الشباب ,في كل يوم نسمع قصة محزنة أو نشاهد صورة مؤلمة البطل فيها مخدر والضحية إنسان استغل في لحظة ضعف ديني أو نفسي أو إجتماعي أو إقتصادي من أصحاب النفوس الدنيئة والقلوب المتحجرة عبدة المال والثراء المزيف يخططون ويهربون ويروجون ويوزعون ويبيعون الكيف بحثا عن الكم ممن كان ومن أي مكان شرهم منتشر مهما كان الثمن في سبيله يبذل عندهم الغالي والنفيس ،
فهل بذلنا نحن في صدها والتحذير منها ومنهم نصف أو جزء مايبذلون من مال وجهد
هل نخطط في مدينتنا أو حينا أو مجتمعنا أو عائلتنا أو مدرستنا على مدار العام للقضاء أوالتقليل من هذا الداء القاتل بإعداد برامج توعوية وعلاجية وإرشادية أم نجتهد يوم وننطفي باقي العام وكأننا نقول لتجار الرذيلة والكيف الخادع أمامكم المجتمع وإلى لقاء في يوم عالمي قادم .