جريدة الديار
الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 08:43 صـ 29 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
مشاركة المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب المصري بأعمال الجمعية الـ ١٥١ للاتحاد البرلماني الدولي تفاصيل اكثر حول انتخابات مجلس النواب في مصر 2025 ”غرينبيس”: سنوات من التحذيرات… قابس بحاجة للتحرّك العاجل لتنفيذ القرار الحكومي الصادر في 29 جوان 2017 و إنقاذ حياة المواطنين تحالف مصرفي يمنح تمويل إسلامي مشترك -مضاربة - بقيمة 5.2 مليار جنيه لشركة انرشيا للتنمية العقارية تحت رعاية السيدة انتصار السيسي، أطلق ”القومي لذوي الإعاقة” ومحافظة الجيزة مبادرة ”أسرتي قوتي” وكيل وقائي صحة الدقهلية يتابع تنفيذ توصيات وكيل الوزارة وتطعيمات نزلاء مركز إصلاح وتأهيل جمصة ضبط ترزى لتصوير سيدة دون علمها حال تواجدها بالمحل خاصته للقياس نميرة نجم لسبوتنيك : إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة بتمويل أمريكي يعيدنا إلى عصر إبادة الهنود الحمر في القرن السابع عشر. محافظ سوهاج يقوم بزيارة مفاجئة لتفقد موقف الجامعة الجديدة عقب الشكوى المتكررة من الطلاب نائب محافظ الدقهلية يترأس اجتماع مجلس إدارة الأسواق والسويقات بالمحافظة سكرتير عام محافظة الدقهلية يترأس اجتماعاً لمتابعة ملفات التقنين والتصالح وتنفيذ مشروعات الخطة الاستثمارية وزيرة التنمية المحلية تستقبل سفير الإمارات الجديد بالقاهرة لبحث سُبل التعاون في عدد من المجالات المشتركة

أشجان بقلم : محمد فيض خالد

تعودَ دفن آلامه بين ثنايا الظّلامِ المطبق على كُلّ شيء في القريةِ، أصبح الليل الرمادي الموحش صديقه الأعزّ ، يلتقيه في فتورٍ حين يلقي بلا رحمة ، بظلالهِ فوق الحقولِ المحتضنة الأفق الأسود الممدد بلا نهاية ، ساعتئذٍ تزداد المخاوف في القلوبِ ، وتنعكس أشباحه الموغلة في الرهبةِ ، لتخيم على مياهِ الترعة المتدفقة ، فتزيد من سحرها وتضاعف جنونها ، عاش في هذه الأجواءِ عُمرا، منذ أن عمل خفيرا نظاميا ، تسلّم المهمة بعد والدهِ الذي صرعه طلق ناري ، قال الناس ساعتها إن أبناء المنّصر تربصوا له ، عالجوه بطلقٍ بعد أن أتعبهم ، جاهدَ كي يثبت جدارته في هذهِ الوظيفة ، تمنى أن يسير سير والده الرّاحل الذي كان آية في الشّجاعةِ ، أخيرا تغلّب على دموعِ أمه ومخاوفها ، فالمرأة تخشى أن يلحق ابنها الوحيد الذي ترجوه من الدنيا بأبيهِ ، دفعه الخوف لأن يجوث خلال الديارِ في حَذرٍ وحيطة ، يحمل بندقيته الهندي الطويلة وراءَ ظهرهِ في تحفزٍ ، يجرّ مركوبه الميري الثّقيل كثعلبٍ عجوز ، متدثرا البالطو الأخضر الصّوفي الكالح ، يُرسل صيحاته العالية ، ويقذف نحنحته المفتعلة بلا انقطاعٍ ، فترتد بردا وسلاما على نفسهِ الوجلة ، التي لا تفتأ تُذكِّره أنّه سيد الليل ، وحامي الحمى الذي لا يهنأ الناس بالأمن ، إلا في كنفهِ، في هاتهِ الساعة يزداد عطشه ، وتخالط أنفاسه هواجس الوجاهة .
يعود فيداعب نفسه الخيال الباهت ، يتلألأ ظاهرا في العيونِ التي ترمقه في إكبارٍ أينما سار ، فتتبدى أمامه قصور الأماني شاهقة لا حدّ لها ، لكنّه سرعان ما يعود أسيفا ، يفيق وقد اهتاجت عواطفه ، لشدّ ما أزعجه وهو يرى نفسه وقد تقدم سنه ، لقد فارق شرخ الشّباب ، وانزوت عنه شمس الوظيفة ، فبعد أيامٍ قليلة سيُحال إلى التقاعدِ ، وتنطفئ عنه بهرجة أنوارها ، يجلس على مصطبتهِ العتيقة ساعة الأصيل ، غارقا في تأملهِ ، يسترجع ما مضى من سنينِ عمرهِ، يُودّعها في حسرةٍ لا تنتهي ومأتم لا ينفض ، وقد اكفهر وجهه واظلمت عيناه ، ينظر إلى مستقبلهِ نظرة لا حياة فيها ، وكأنّه يتسمّع إليه ، وهو في غيبوبةٍ الدهشة والذهول ، يرتسم الرّعب في ملامحهِ الجافة ، يسير بين الدّروبِ والأزقةِ في تخاذلٍ وتضعضع، فتبدو أطلالها شاخصة ، يسير وكأنّه في مشيتهِ الكسيفة ، يودِّع تلك الرّبوع التي شهدت أيام مجده ، ومواطن سطوته.
حاولت زوجته ، أن تزيح عن صدرهِ هذه الحزازة ، عسى أن تصون روحه من التّلفِ ، غالبت دمعة رقراقة ملأت مقلتيها ، وهي تمدّ له كوب الشّاي بعد العشاءِ ، رمقها بنظرةٍ ساهمة يكاد شغاف قلبه يتمزق لها ، قال بصوتٍ أجشٍّ مجهد : خلاص راحت عليا، اتركنت على الرف.
وبعد مدةٍ ليست باليسيرة، تسلّم خطابا رسميا يُفيد تقاعده ، وعليهِ أن يتوجّه إلى دوارِ العمدة ، ليسلِّم عهدته الميري ، امسكَ الورقة بيدٍ مرتعشة ، والأحزان تتشابك في نفسهِ، تدبّ دبيب الضّباب الرّقيق في الأفقِ الصّافي ، تحسّس البندقية في وجلٍ ، ثم مالَ على ملابسهِ القديمة يشمّها في نهمٍ تنفطر لمرآه القلوب ، وأخيرا شهق شهقة مفرطة ، يتكدّر معها صفو كُلّ نعيم .
لازم البيت شهرا لا يبرحه ،وبعد هنيةٍ وجد مسلاته ، حين سلك طريقه إلى المسجدِ ، واظب على صلواتِ الجماعة وانتظم فيها ، وبعد مدةٍ صحت القريةِ على شظايا صوتهِ الخشن، تتطاير مخترقة فضاء الليل المظلم ، تتوغل في سكونهِ مُؤذِّنا لصلاةِ الفجرِ ، عادت لقلبِ صاحبنا أشجان ماضيه تدغدغه في رفقٍ ، استعاد شهيته ولمعَ في قلبهِ بريق أضاء جوانبه ..

اقرا ايضا

وزير التعليم يوجه رسالة نارية للطلاب: ”لو المدارس اتقفلت وماكملناش ماحدش هينجح بنص المنهج ”

الميريا-ليفاندوفسكي-تردد تايم سبورت الارضى-تشكيل الزمالك-ميدو جابر-موعد مباراة الاهلي والزمالك-حافظ ابو سعدة-الاهلي والزمالك-ماتش الاهلي والزمالك-انتصار السيسي