دينا السعيد تكتب : ” حلو وكداب “

عشت طفولتي وتمنيت أن تنتهي سريعا، لم أدرك صراع الحياة القادم ، وخوفك الكبير من انتظار الأشياء ، حقا الانتظار متعب والأمل متعب ، وستجد الأمل والألم وجهان لعملة واحدة ، الأمل في الغد وأمامه علامات الاستفهام ، والألم إذا لم يتحقق ما تريده ، ستنظر لكل شئ جميل والاجمل النظرة الأولى ومع مرور الوقت تشعر بالملل وتكتشف الكدبة الكبرى .

إذا نظرت حولك ستجد وجه جميل مبتسم ولسان أجمل ، وعند تعمقك بداخله وفي عقله سترى الكذبة ، ولا تجد عبارة سوى " حلو وكداب " ، والكاذب لديه براعة في الإصرار على النجاح ، وهو لا يعتبرها كذبة ولكنه يراها " سياسة " ، والحقيقة انه شخص مخادع غير متصالح مع نفسه ، يكذب على نفسه وغيره بظهور وجه آخر حتى تصل لغايته مهما كانت الوسيلة .

" حلو وكداب " قريب منك جدا ، ستجده في جارك ، اقاربك ، أحد أفراد عائلتك ، والخطر الأكبر زميلك في العمل وزي ما قالو في الأمثال " عدوك ابن كارك" ، رئيسك في العمل فهو يريد اجتهاد أكثر حتى يعود بمنفعة منك حتى اذا كنت الخاسر.. الأهم " المنفعة " ، شريكك في الحياة " الزوج ، الحبيب ، الصديق " ترى منه الوعود الزائفة و أحواله المتغيرة كمثل المواسم شتاء وبرد .. صيف وربيع ، مرة تشعر ببرود قلبه كالثلج ، ومرة أخرى تشعر بجمال الدفئ ،مرة تجد وجهه كأمشير وزلازل ، ومرة أخرى تجد وجهه ربيع وازهار مليئة بالبهجة والسرور ، مرة تجد لسانه في الحديث مثل عسل النحل ومرة أخرى تجد لسانه كالدواء المر ليس مرارته شفاء بل وجع وكشف حقيقة الخذلان " الكدبة" .

ليس كل امرأة جميلة صادقة ، ليس كل رجل وسيم ويكتب اهاااات من العاطفة صادق ، ليس كل من يظهرلك خوفه الكبير عليك ونصائحه المتتالية صادق ، ليس كل صديق وقف معك وقت الضيق صادق ، ليس كل حبيب صادق ، ليس كل مشهور يعطيك كلام يجذب قلبك وعينك صادق ، فأحذر من الحلو الكاذب .. وعلى رأي العندليب " حلو وكداب ليه صدقتك " .. خليك حلو غير كاذب.