جريدة الديار
الجمعة 3 مايو 2024 12:15 صـ 23 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
علي زرزور يهنئ آدم أحمد مرزوق بالفوز في مسابقة شيخ الأزهر للقرآن الكريم «تأهيل الشباب لسوق العمل » ندوة بالإسكندرية ربة منزل تلقي بنفسها من شرفة منزلها لخلافات مع زوجها فى الدقهلية ضبط مدرس تحرش بطفلة خلال تلقيها درس خصوصي لديه فى الدقهلية العثور على جثة ربة منزل ملقاة داخل جوال بمياه ترعة أسفل كوبرى بالبحيرة وكيل وزارة الصحة بالشرقية يتفقد قسم الحضانات و صرف مكافأة مالية ثلاثة أيام ضبط واعدام 800 كجم أسماك مملحة منتهية الصلاحية وغير صالحة للإستهلاك الآدمي بالبحيرة رئيس الوزراء يوجه بسرعة عقد اجتماع اللجنة العليا للهيئات الاقتصادية لبدء خطوات الإصلاح افتتاح الإسبوع العالمي للتوعية بمرض قصور عضلة القلب بالمعهد الطبى القومى بدمنهور” صور ” 5 أشخاص لا يجوز إعطاؤهم من زكاة المال الزمالك يحدد موعد سفر بعثة الفريق للمغرب استعداداً لنهائي الكونفيدرالية إذاعة جيش الاحتلال: الأجهزة الأمنية تبحث بدائل عملية عسكرية واسعة في رفح

حكاية بنت اسمها نور

هدى حجاجي أحمد
هدى حجاجي أحمد

لما إلتقطته عيناي مصادفة واقفا أمام المحطة , تراءت رأسه الصلعاء كمرآة محدبة تحت وهج الشمس. لا أعرف لماذا تداعى إلى ذاكرتي الآن وجهه المتشنج وصوته المنهار منذ سنوات وهو يندفع بين رجلين عريضي المناكب إلى سيارة الجيب!؟ متى أخرجوه من المصحة!؟ بدا وسط الناس, أستلمح فيه بعضا من ملامحي المغتربة, أقتربَ بخطىً مترددةٍ ناحيتي .

أحسستُ بنفور تجاهه, وليتهُ ظهري. توقفتْ العربة تلهث, صعدتُ رغم ازدحام الركاب في المؤخرة, صعد خلفي مباشرة، زحفت إلى الداخل شابكا أصابعي فوق صدري.

أبحث عن شبه فراغ أدسُّ فيه احدى قدمي المحشورة بين الأرجل الكثيرة، أجد صعوبة داخلي في محاولة تكييف نفسي مع هذا الزحام المألوف رغم ذهابي وإيابي من مقر عملي الحالي بصورة شبه منتظمة على نفس الخط لفترة طويلة. وقع بصري، سقط القلب منّي، كانت تتنقل عينيها تتفرس في الوجوه العابسة. للحظات استحضرت الى ذهني تقاطيع وجهها البيضاوي المستدير.

ما زالت ابتسامتها تحت أيشارب من الحرير لكنها فشلت في إخفاء مسحة من حزن استقرت في عينيها, حاولت أنْ أدفع جسدي بقوة لأقترب أكثر, تصدى لي بتجويف صدره, أشحت بوجهي متقززه من ابتسامته البلهاء. كانت حديقتها يانعة ملآى بأزهار الباسنت واللوتس والبنفسج. وللمرة الأولى لمحتها, قطفت زهرة.

احتضنتها وسارت, كنتُ أود أنْ أبوح عمّا يعتريني من شوق, جلست على مقعد خشبي متأرجح بآخر الحديقة، تحينت الفرصة رغم اعتراض البستاني، دلفت عبر باب حديدي قاصدا اليها من خلال ممر قصير ومحاط بشجيرات الصبار والخروع ذات الأوراق العريضة الداكنة ناولتها الأيشارب, ورديا بلون خديها، كأن خطفته ريح معاكسة وألقت به خارج السور, سقط بجواري. نادت بابتسامتها الرائعة, أخذته شاكرة. لكزني بكوعه فانتفض جسدي. تذاكر... تذاكر....

أخرجت يدي من جيب سروالي ووضعتها في يده, خط بقلمه على ظهر التذكرة, أخذتها وأومأت له برأسي. كنا جيرانا تعارفنا... انتشيت بعبق الزهرة في راحة يدها عند الإشارة ..

على غير ميعاد تلاقينا, وكانت صفراء...

انتظرنا لنعبر سويا. انتظرت العربة أمام الدائرة الحمراء قفز بعضهم من النافذة وآخرون تقدموا للداخل .. تواعدنا .. تعددت اللقاءات عند الضوء الأصفر مكان انتظارنا، ألف كلانا الآخر ..تعاهدنا ..أبديت مخاوفي، طمأنتني أنها ستظل وفية لهذا العهد المقدس. قالت: لن يفرق شيء بيننا، والكثير يقال وقتها من الكلمات.