جريدة الديار
الجمعة 3 مايو 2024 02:01 صـ 23 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
علي زرزور يهنئ آدم أحمد مرزوق بالفوز في مسابقة شيخ الأزهر للقرآن الكريم «تأهيل الشباب لسوق العمل » ندوة بالإسكندرية ربة منزل تلقي بنفسها من شرفة منزلها لخلافات مع زوجها فى الدقهلية ضبط مدرس تحرش بطفلة خلال تلقيها درس خصوصي لديه فى الدقهلية العثور على جثة ربة منزل ملقاة داخل جوال بمياه ترعة أسفل كوبرى بالبحيرة وكيل وزارة الصحة بالشرقية يتفقد قسم الحضانات و صرف مكافأة مالية ثلاثة أيام ضبط واعدام 800 كجم أسماك مملحة منتهية الصلاحية وغير صالحة للإستهلاك الآدمي بالبحيرة رئيس الوزراء يوجه بسرعة عقد اجتماع اللجنة العليا للهيئات الاقتصادية لبدء خطوات الإصلاح افتتاح الإسبوع العالمي للتوعية بمرض قصور عضلة القلب بالمعهد الطبى القومى بدمنهور” صور ” 5 أشخاص لا يجوز إعطاؤهم من زكاة المال الزمالك يحدد موعد سفر بعثة الفريق للمغرب استعداداً لنهائي الكونفيدرالية إذاعة جيش الاحتلال: الأجهزة الأمنية تبحث بدائل عملية عسكرية واسعة في رفح

صلاح زكي أحمد يكتب : نهاية الرحلة المستشار طارق البشري

( .. المستشار " طارق البشري " رحمه الله ، له في حياتي أكثر من ذكرى طيبة ، كانت زوجته الفاضلة الأستاذة " عايدة العزب موسى " هي سبباً للتعارف بتلك الشخصية الرائعة والإنسانية النادرة ...

******

والحديث عن هذه الشخصية الإستثنائية ليس هنا موقعها ، ولا موضعها ، فسوف أكتفي هنا بنظرة نقدية عَلى واحد من أهم مؤلفاته ، أو بالتحديد نظرة المراجعة لمؤلفه الهام " الحركة السياسية في مصر ١٩٤٥ / ١٩٥٢ " والتي صدرت طبعته الأولى عن الهيئة العامة المصرية للكتاب عام ٧٢ ، وفي عام ١٩٨٣ جاءت الطبعة الثانية عن دار الشروق ، وتتالت بعدها أكثر من طبعة ...

*****

وللمصادفة وحدها كان هذا الكتاب بين يدي صباح اليوم ، والذي تصادف أن يكون يوم رحيله الى رحاب الله ، حيث فوجئت بهذا الخبر الحزين !!

*****

فتحت الصفحة الأولى من الكتاب ، ووجدت هذه الكلمات التي تحمل حُباً وتقديراً للرجل ، لم يمنعني من نقد مراجعته ، كلمات كتبتها عام ٨٣ بمناسبة صدور الطبعة الثانية ....

*****

" .. هذا السفر التاريخي الذي خّطُه المستشار "طارق البشري "

لا أُبالغ اذا وصفته بأنه أحد أهم الأعمال الرائدة في التأريخ لهذه الفترة المُمتدة من عام ٤٥ الى ١٩٥٢ ، فقد نّجحّ الأستاذ " البشري " في رصد الحركة السياسية المصرية بتياراتها المٌختلفة ، مُجسداً أوجه الإختلاف والإتفاق بين كل فصائلها ، رغم اتفاقها جميعاً عَلى مطلبين اثنين وهما : الإستقلال والدستور ، وإن تفاوتت درجة التمسك بين هذا الفصيل أو ذاك ...

******

ولكن يبقى بعد ذلك ملاحظتين ، أولهما : أن هذه الكلمات لا تستطيع أن تُعطي هذا الكتاب الذي أبدعه هذا المؤرخ المُدقق حقه في الإشادة والإيضاح ، والدليل عَلى ذلك أنني قرأته مرتين ، وعدت اليه أكثر من مرة ، كانت المرة الأولى فور صدوره عن الهيئة العامة للكتاب عام ٧٢ ، والمرة الثانية في شتاء عام ١٩٧٧ وخلال ظروف إنسانية وسياسية استثنائية ، كانت قراءة جماعية مع الرفاق ، في زنازين سجن طرة العتيق والكريه ، كانت كلمات المستشار " البشري " خير ونيس في ليالي الشتاء الطويلة والقاسية ....

******

أما الملاحظة الثانية ، فهي عن تلك المُراجعة التي صّدّرّها الأستاذ " البشري " في الصفحات الأولى من الطبعة الثانية لهذا الكتاب ، أي الطبعة الصادرة عن " دار الشروق ، لعام ٨٣ ، فجاءت تلك المُراجعة التي امتدت لنحو ٧٠ صفحة ، شملت رؤيته الجديدة لغالبية الفصائل السياسية ومنها حزب الوفد والحركة الشيوعية وحركة مصر الفتاة ، والإخوان المسلمين وحركة الضباط الأحرار وغيرهم ...

******

غير أن ملاحظتي عَلى تلك المُراجعة للأستاذ " البشري " جاءت أغلبها ، بمثابة اعتذار من المؤلف لطريقة تناوله لحركة الإخوان المسلمين ، مُنطلقاً من فرضية الصراع بين " الوافد الخارجي والموروث الأصيل " والذي يقصده الأستاذ " البشري " بالأصيل والثابت ، لا يعدو أن يكون هو الدين الإسلامي " لا سواه .

********

واذا كنت لا أختلف معه بإن الإسلام هو الأصيل والثابت ، فليس بالضرورة أن تكون حركة الإخوان هي " المُجسد والمُعبر " عن الدين الإسلامي ، فهي حركة سياسية لها تاريخ من الإخفاقات الفكرية والسياسة والحركية ، دفعت ثمنها ، ودفعت مصر وكل حركتنا الوطنية أضعاف ما دفعت تلك الحركة !! ....

******

رحم الله المستشار " طارق البشري " الذي اجتهد ، فنال ثوابين هما ، أجر الإجتهاد لو أصاب ، ونال ثواباً واحداً ، حتى لو أخطأ ، وهو أجر الإجتهاد ....)

*******

صلاح زكي أحمد

القاهرة :

يوم الجمعة الموافق ٢٦ فبراير ٢٠٢١

يوم رحيل المستشار " طارق البشري " رحمه الله .