جريدة الديار
الإثنين 29 أبريل 2024 09:21 مـ 20 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
إصابة شخصين إثر انفجار ماسورة غاز في شبين القناطر ” صور ” ضبط أكثر من 130 طن أسماك مجمدة مجهولة المصدر بكوم حمادة وإيتاى البارود رئيس الوزراء يستقبل نظيره البيلاروسي بمطار القاهرة انطلاق فعاليات دورات تنمية سياسية للشباب بإدارة شباب دكرنس بالدقهلية .. ”البرلمان والتعليم المدنى” روسيا تعلن إسقاط 22 مسيرة أوكرانية وتدمير قنبلة أمريكية الصنع بنك الاستثمار القومي ينفي ما تردد حول منح قرض بمليار جنيه لهيئة سكك حديد مصر ”مكين”: بلغ العدد مليون و228 ألف حالة استقبلتها مستشفيات الدقهلية خلال 3 أشهر بسبب منى عراقي.. حبس صاحب شركة سنة وكفالة 5 آلاف جنيه حبس عاطل بتهمة الاتجار في مادتي الحشيش والأستروكس كفر سعد ودمياط.. ننشر موقف مشروعات الإسكان في دمياط وكيل وزارة الشباب والرياضة بالدقهلية تعقد إجتماعا موسعاً مع مديري الإدارات الداخلية وااخارجية والفرعية خلال زيارته لفرنسا.. وزير النقل يبحث إنشاء مصنعين لإنتاج الأنظمة المختلفة للسكك الحديدية

منى حسنين تكتب: هاوية

تمددت في فراشها الوثير بعد رحيل اخر زبائنها ثم قامت وأطلت من نافذه حجرتها الصغيره المطله على ذلك الميدان الواسع .تطلعت الى  السيارات  القليلة  المارة في تلك الساعه المتاخره من الليل . فقد اقترب الفجر . كان عملها الليله مثمر ،  فقد زاع سيطها  واصبح الزبائن يسألون عليها ويطلبونها بالاسم . في الشهر الاخير رفعت اجرها مرتين ولم  تعترض المدام صاحبه المنزل ومديرته فما يدخل لها من الزبائن الذين يطلبون فاتن بالاسم اضعاف اضعاف الفتات الذي تدفعه لها .
نظرت فاتن لسيارة فارهة تعبر الشارع الواسع و انتابتها قشعريره عجيبه ممزوجه بنشوه تشبه نشوه المنتصر نعم لقد كانت تبيع جسدها وتتقاضى الثمن!
 تتقاضى ثمن بضاعة لم  تملكها يوما ما ! لقد كانت تبيع ممتلكاتهم هم ! معيار شرفهم ! كرامتهم ! وسيرتهم الحسنه . حتى دخولهم الجنه أو النار كان مربوطا  بجسدها ! زوجها السابق،أخيها، ابيها ، كل ذكر عرفته امتلك جزءاً من جسدها !  تحكم فيها وقمعها بحجه انها انثى إذا حل قيدها سارت على درب الشيطان!
و ها هى ذا تبيع شرفها وكرامتها و جسدها  الذي كرهته وكرهت انها انثى بسببه . غاصت في بحر ذكرياتها اكثر ، تذكرت أبيها الذى كان  نادرا ما يبتسم في وجهها وهو ينهرها عن اللعب في الشارع مع اخيها الاصغر ، لقد كانت في التاسعه طفله لا تريد سوى  اللعب ، فى العاشرة ألزمها بارتداء الحجاب بحجه انه قد حج بيت الله الحرام ولا يريد من الذنوب ما يبطل تلك الحجة!
 لماذا لا يرى فيها إلا ذنوب !
 وعندما شب عودها  اصبح خروجها من المنزل ممنوع بدون رفقة اخيها أوامها ، أخيها الذي يخرج وقتما يحلو له ويعود كما يشاء واحيانا يبيت بالليالي خارج المنزل و اذا اعترضت سمعت الجمله المشهوره " امتى اجوزك وارتاح من همك"

 الضرب عند ابيها كان اسهل من الكلام و امها اثبتت بحق ان اكبر عدو للمرأه هي المرأه نفسها !
 فلم تدافع عنها يوما بالعكس كانت كثيراً ما تكون السبب في اهانات وشتائم وضرب والدها لها بسبب شكواها من تقصيرها في احدى اعمال المنزل ! و كأنهم  يعاقبونها انها انثى .
 وأخيها الذي أراد ان يجرب رجولته فكانت اول تلقى صفعاته لأن ملابسها لم تعجبه يوما  أو طريقه مشيها فيها شيء من الخلاعه كما يقول رغم انها في ذلك الوقت لم تكن أبدا الا فتاة مستقيمه و رغم ذهابها  للمدرسه الذي كان من الممكن ان تستغله في الهروب و الخروج كما تريد كما تفعل صديقاتها إلا أنها لم تشعر بالراحه اذا جاءت بمثل هذا الفعل ،
  وعندما أنهت الثانويه العامه بمجموع متوسط زوجوها لرجل كان يكبرها بعشرين عاما فمنعها من التعليم بحجه ان الاختلاط في الجامعه حرام فرض، عليها ارتداء النقاب لانها وجهها الآن ملك له فقط .
 لم تنجب  وحمدت الله كثيرا أنها لم تنجب ، كان يكيل لها الشتائم والسباب والإهانات ، ربما لم يكن يضربها في البدايه وكان ذلك شيء احتسبته له في ذلك الوقت وكيف لا !! وهى التي اعتادت الضرب بسبب وبدون سبب ! احتملت الاهانات دون أن تشكو فهى لا تريد العودة إلى بيت أبيها مره اخرى حتى جاء اليوم الذى سمعته فيه و هو يتحدث في الهاتف الى احدى النساء وقد كانت مكالمه مدفوعه الأجر !  عندما واجهته لم  ينكر بل ببساطة طلب منها أن  تحمد ربها  انه لم يتزوج بأخرى وهل تحسب نفسها انثى وهي التي لم تشبع يوم رغباته او شهواته كما كانت تفعل تلك النسوه!  أجابته بعد أن فاض كيلها :  ربما لأنى لم أشعر يوما أنك رجل تستحق أنوثتى . نزل عليه الرد كالصاعقة فقام و انهال  عليها باللكمات والركلات حتى وقعت مدرجه في دمائها وتركها على هذا الحال و غادر المنزل ، اتصلت على والدتها فأخذتها الى المستشفى ثم خرجت منها على بيت والدها بعد ان تم الطلاق ، لان والدها قد ثار على زوجها لا بسببها ولكن لأنه تجرأ و ضربها  دون ان يحسب حسابه  و دون ان يحترم سطوته ، ساءت معاملتهم لها كثيرا فهي الان مطلقه وكلام الناس لا يرحم ، لا خروج ، ولا حق لها في الاعتراض على شيء ، كانت كالدواب بل أسوء ، ازداد الضرب و تعددت الإهانات ، لم تشعر الا وهى تهرب من المنزل بحقيبه ملابس وبعض النقود والذهب القليل غنيمة  زيجتها السابقة ،  حاولت العثور على عمل ولكنها لم تكن من ذوات الشهادات ، نفذت نقودها و باعت ذهبها ولم تعد تملك حتى ثمن ايجار مكان تقيم فيه ، حتى وقع في طريقها من عرض  عليها تلك المهنة في البدايه اعترضت لكن جوعها جعلها تقبل ، لن تستطيع العودة لأبيها فسيقتلها حتما ،  في البدء كانت مكسوره ثم بدأت تشعر أنها تنتقم . تنتقم  من كل رجل خزلها في حياتها
 
كانت ملامح الاحتقار تظهر على وجهها لكل من زار سريرها ربما هذا ما جعلها مطلوبة ، أنها تحتقرهم ، لم  تحاول اخفاء هذا الاحتقار رغم انها كانت تقوم بعملها على اكمل وجه فدائما ما يعودون لها مره بعد المره وفي كل مرة تبيع  لهم جزءا من شرف و كرامة  من خذلوها !