جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 11:08 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

السحر والواقعيه فى الأدب اللاتينى

عندما قررت أن أكتب ومن بعد إلحاح لا أزايد ولا أبالغ إذا قلت أنه خاطر من عمق الشعور كامناً داخل نفسى يشدنى إليه ويجعل بينى وبين الأدب اللاتينى علاقه خاصه تجعلنى شغوفه بمعرفة المزيد عنه إلى أن وصلت لهذه اللحظه فقد قررت الكتابة عنه .
وقد إكتشفت أن هذا الشعور لم يأتى من فراغ فما يربطنى بالأندلس ( أسبانيا الحاليه ) ليس مجرد تاريخ لكنها عاطفه عندما أسترجع ذاك التاريخ الأندلسى تتداعى عبراتى مبلله كما عبرات المنفلوطى .... ومن هنا إكتشفت ميلى لللأدب اللاتينى وما كتبت إيزابيلا الليندى وجابريل جاراثيا ماركيث وغيرهم من أدباء تألقوا وأبدعوا .
وحبى للأندلس بكل مظاهرها الحضاريه من أدب وشعر وعماره وفنون هو الحظوة الكبرى لحب الأدب اللاتينى فى نفسى وبالتأكيد كإنسانه عربيه أفتخر بهذا التأثير الحضارى وما تركه العرب فى الاندلس يجعل أسبانيا تتميز عن غيرها من باقى الدول .
كان ضروريا ذكر هذا الربط قبل أن أسترسل بشغفى لهذا الأدب الذى تحمل نفسى له مكانه ... وعندما نقول الأدب اللاتينى الذى نحن بصدد الحديث عنه نفصد الشعوب الناطقه بالأسبانيه أو البرتغاليه فى النصف الغربى من الكره الأرضيه وهو بذلك يضم أدب المنطقه الممتده من المكسيك شمالاًحتى الأرجنتين وجزر الفوكلاند جنوباًفى المنطقه المعروفه جغرافياًباسم ( أمريكا اللاتينيه ) .
وقد إهتم الأدب فى هذه المنطقه بوصف جمال الطبيعه منذ أن كانت بكر . ولأنها شهدت إستعمار بغيض فقد انتقدت بعض الروايات بشكل لازع فساد المجتمع الاستعمارى فى المكسيك .. , ويهمنى أن نتحدث عن الرومانسيه فى هذا المجتمع اللاتينى الهادئ الشفاف رغم ما مر به من ثورات .
وقد تميزت بالفرديه والقوميه والحريه الفنيه فى متابعة مواضيع وأشكال أدبيه جديده وإزدهرت الروايه فى هذه الفتره حيث كتب جورج اسحاق الكولومبى رواية ماريا فى عام 1867 وهى قصة حب شديدة العاطفيه مازالت تعتبر أكثر الأعمال الشعبيه فى أدب أمريكا اللاتينيه .
ونظراً لعالمية إيزابيلا الليندى نذكر عنها تعريف مبسط ... هى إبنة الرئيس التشيلى ( سلفادور الليندى ) وسوف تجدونها فى روايتها ( بيت الأرواح ) ..... روايه تنتمى للواقعيه السحريه تتحدث فيها من أعماق النفس البشريه تحامى عن بلادها التى هربت منها خوفاً من رجال الطاغيه ( أجستينيو بيونشيه ) من خلال أربع نساء تتابعن على تربيتها ... وتتحدث عن تشيلى وذكرياتها الخاصه , وهى أديبه تقدميه محسوبه على التيار اليسارى ... قدمت مشاكل المرأه بشكل جميل , تحدثت عن الحريه بمفهومها الوطنى وهذا يضعها فى مكانه مهمه جداً .. وكل أدباء أمريكا اللاتينيه وخصوصاً جابريل جارسيا ماركيث إستطاع الى جانب غيره من الأدباء اللاتينيين أن يجعلوا منه أدبا عالمياً .
هذا هو الأدب اللاتينى الذى يبحر ما بين الواقغيه السحريه وبين أعماق النفس البشريه .