جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 03:22 مـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

عن حوادث الطرق وموت الفجأة إمام بوزارة الأوقاف: الموت يرافقنا مع كل نفس

خلق الله تعالى الإنسان وجعله خليفة له فى أرضه يعمرها وفق منهج الله الذى علمه الله للإنسان عن طريق إرسال الرسل وإنزال الكتب لتوضيح طريق الإعمار ،

والإعمار يكون بحسن العلاقة بالله وبالناس ، والإنسان محاسب على هذا أمام ربه ، وقد خلق الله الموت والحياة ليختبر الانسان فى عمله فينظر من أحسن ومن أساء وهو أعلم ( الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ). 

قال فضيلة الشيخ حمدى أحمد نصر إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، أن الله منح الحياة للإنسان بلا مقابل وهى أى الحياة أغلى مايملك الإنسان لذا يفتديها بكل ما يملك إذا استشعر نهايتها ،فالله تعالى قد حدد للإنسان أجله وقيد له عمره فلا يتأخر عنه ولا يتقدم ساعة، لقول الله تعالى «فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون » والموت أمر لازم حيث كتبه الله على كل خلقه «كل نفس ذائقة الموت»،«كل من عليها فان»،«كل شىء هالك إلا وجهه» 

وقد مات أحب خلق الله إلى الله وأكرم خلقه عنده وهو رسول الله،«وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإين مت فهم الخالدون»، 

«إنك ميت وإنهم ميتون» وقد مات أحب الناس الى قلوبنا بعد نبينا محمد «صلى الله عليه وسلم»، إذ هى الحقيقة المؤكدة والنهاية المحددة. 

وتابع، بعد هذه النهاية «الموت» يحاسب الانسان على كل ما قدم فى هذه الحياة ويسأل عن ماذا صنع ، عن كل كبيرة وصغيرة. 

وأشار، أنه اذا كان الموت نهاية حتمية لكل حى فمتى يكون ومن أين يأتى ؟ واكمل، فى الحقيقة اختص الله بعلمه وأخفاه عن خلقه ، لكن هو أقرب إلى أحدنا من نفسه الذى يتنفسه فهو يرافق الإنسان مع كل نفس وفى اللحظة التى أمر الله فيها بالنهاية يتحقق المراد من الموت فتنتهى حياة الإنسان ، إذا هو يرافق الإنسان وفى وقت محدد ومكان معين ، ووالله لو وقفت الأمة كلها لتمنع الإنسان من الخروج لأجله والوقوف بينه وبين نهايته ما استطاعوا. 

وكم من شخص حيل بينه وبين مراده من أمر فيه نهايته لكنه كان احب الى قلبه وأقرب إلى عقله واختيار تفكيره لأنه سيق إليه فهو هنا مسير لا مخير ،

وقد خرج من بيته والموت يرافقه كأدواته الخاصة ينتقل معه من مكان إلى مكان بل ربما ينسى بعض أدواته لكن الموت لا ينساه فيخرج من مكان يظن فيه مصرعه إلى مكان مؤكد فيه مصرعه سبحان الله ،

كم من إنسان مات وكله أمل فى الحياة فخرج من بيته على قدميه وكله أمل أن يعود كما خرج كما يفعل ربنا مع هذا كل يومض لكنه يعود محمولاً على الأعناق لا إلى بيته ولكن إلى قبره. 

وأوصانا، بأن الموت يرافق كل حى وأقرب إليه من كل شىء فعلينا أن نجعل منه رقيباً يلزمنا بحسن التصرف وإتقان العمل ،

والحوادث حولنا خير شاهد على ذلك ، ورسولنا أخبرنا أن الموت أقرب إلى أحدنا من شراك نعله ،

والموت خير واعظ ، وهو رسالة من الله للحى الذى يرى الميت أو يشهد جنازته أو يسمع عنه ،

ولا بد أن نعلم أن الموت يمثل مرحلة الانتقال من الحياة الدنيا حيث السعى والعمل إلى مرحلة الآخرة حيث الحساب والجزاء. 

كما أوصى، بأن نتيقن أن الموت يرافقنا فى كل لحظة ومع كل نفس لا يفارقنا ولا نفراقه فإذا كان الأمر كذلك لابد من جعله نهاية لكل قول أو عمل نقوم به فنقول ماذا لو مت بعد هذا القول وبعد هذا العمل ، من المؤكد أننا سنتقنه ونؤديه على أكمل وأتم وجه ونتقى الله فى أنفسنا وفى الناس ونخشاه كأننا نراه وكذلك علينا أن نحسن دائما العمل ونستعد لحسن الخاتمة بحسن العلاقة مع الله ومع النفس ومع الناس ومع الحيوان وحتى الجماد وإن حدث وزلت قدم الإنسان فى معصية وهو مؤكد فعليه فورا بحسن التوبة على وجه الحقيقية والاجتهاد في رد الحقوق إلى أصحابها والمظالم إلى أهلها. 

نسأل الله حسن الخاتمة.