جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 03:24 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
كمامات بـ4 ملايين جنيه.. إحالة 3 مسؤولين بمستشفى الشيخ زايد المركزي للمحاكمة تعطل عمليات السحب والإيداع بماكينات البريد خلال ساعات مركز خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة دمنهور يعقد فعاليات اليوم الأول لدورة التحاليل الطبية خبير اقتصادي: مؤشرات البورصة المصرية حققت أداءا جيدا الفترة الحالية تكليف سمير البلكيمى وكيلا لمديرية التموين بالبحيرة مدبولي ..الاسعار ستأخذ مسارا نزوليا بدأ من الاحد القادم التوعية بخطورة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر خلال القافلة التنموية لجامعة دمنهور جامعة دمنهور تطلق مشروع لانتاج نواقل خلوية نانوية الحجم من النباتات العضوية (FarmEVs) جامعة دمنهور تحتفل بيــــــوم التراث العالمي استكمال رصف فرعيات شارع الجمهورية بحوش عيسى بتكلفة إجمالية 4 مليون و 500 ألف جنية وزارة الصحة بالشرقية يتابع الخدمات الطبية بمستشفى الزقازيق العام المخرجة السويسرية «عايدة شلبفر » مديرا للأفلام الروائية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي

هنيبعل كرم يكتب: كتب العبيد

هنيبعل كرم
هنيبعل كرم

كتبُ العبيدِ سطورٌ فارغة،

هباءٌ ساخرٌ،

كلامٌ مفروشٌ على بساطِ التّيوسِ

ينزفُ أشباحًا بيضاءَ

في وجع الفقراء...

ما أراهُ الآن بسيطٌ جدًّا

أكثر بساطةً من برعمِ شجرةِ التّفاحِ

في حديقةِ البيت...

ما أراهُ الآن واضحٌ وبسيط:

وحدَهم العُراةُ

يرمونَ الأشجار بالحجارة

في صراخهم نحو السّماء:

نحن الأقربُ إليكَ يا الله...!

كتبُ العبيدِ سطورٌ فارغةٌ

تنتظرُ الفجرَ أن يفتحَ نافذةً لامرأةٍ يائسةٍ

تؤمنُ بأنّ الأملَ نوعٌ من أذًى أبديّ...

كتبُ العبيدِ سطورٌ فارغة

تحدّثُ فيها أفواهُ الجحيمِ الأحياءَ

عن الموتِ الذي لا مفرّ منه:

لا تجدي العودةُ إلى الوراء

لأنّ الحياةَ قطارٌ دائريّ المسار.

كتبُ العبيدِ أحلامٌ خرقاء

كرحلةِ صبيٍّ إلى نبعِ ماءٍ،

هناك ألقى عجوزٌ رأسَه على فكرةِ:

"لا شيءَ لدينا نفعله،

لا نفعلُ شيئًا غيرَ انتظارِ الحربِ

وإحصاءِ سيلانِ الأفكارِ

من أفواهِ المهرّجين...

نعدُّ الضّحايا، نباركُ حين نخطئ العدَّ والعددَ

ونُعيد..."

كتبُ العبيدِ لا حبرَ فيها، كلامٌ ينزفُ أشباحًا

تسلّي الوجعَ في العُروق،

كتبُ العبيدِ ترابٌ وأسئلةٌ:

أَقبرٌ هذا؟

أم قيامةُ الدّودِ إلى الرحلةِ الزّرقاء؟!

في ذاكرتي غير المثقوبةِ

كتابٌ غريبٌ عجيب

ينزفُ فيه ليلي سَحَابًا بطعمِ النّعناع،

هناك... وقفَ السّاموراي الأخير يتحدّى

من الأساطيرِ تيوسًا

وآلاتٍ يعرفُ أنّها تقصُّه بضربةِ سوط،

وأنّه لم يعد شابًّا بما يكفي

ليبحث عن خطّةٍ طويلةِ الأمدِ

يهزم بها التّنانينَ في أكبادِ الوحوش،

فشدَّ راحتيه على النّصلِ طويلا

ليسخرَ الجرحُ من الشّجعانِ

ومن الخصيان...

ويكتبَ التّاريخُ أنّ القداسةَ حمراءُ كبياضِ الثّلجِ،

وأنّ الثّعالبَ عبرَ التّاريخِ

كلابُ الفُتاتِ الهجينةُ بين حوافرِ الخيل!

في السّطر الأخيرِ من كتابِ الليل،

ليلِ الأتقياءِ الأنقياء،

وأمام كلّ فجرٍ وليدٍ،

يعرفُ السّامورايُ أنّ وحدتهُ لا تشبه أحدًا

ولكنّ الأرضَ تزهرُ وتموتُ

ثمّ تموتُ لتزهرَ من جديد...

وقبلَ أن يحضنَ أطفاله حتّى يناموا

يخطُّ السّطرَ الأخير،

رافعًا نصلَه المدمّى

ليهوي به... على إيقاعِ الرّياح:

"ما أسخفَ الجلّادينَ أمامَ وجعِ الحمير!

ما أسخفَ الحميرَ أمام دوران الأرض في الفضاء!

أرضي... بقعةٌ لم تطأها بعدُ قبّرةٌ

طارت بعيدًا...".