جريدة الديار
الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 11:30 مـ 7 جمادى أول 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
سقوط سيارة سوزوكي في ترعة الجيزة: رجال الإنقاذ النهري ينجحون في انتشالها ندوة لمجمع إعلام الدقهلية بكلية التربية بنين جامعة الأزهر بتفهنا الأشراف 15 عاملا فلسطينيا استشهدوا برصاص الاحتلال منذ بداية العام: تدهور خطير لحقوق العمال غزة تحت القصف: إسرائيل تشن غارات عنيفة على شمال القطاع بعد تهديد نتنياهو غزة تشتعل: نتنياهو يأمر بشن غارات عنيفة بعد تأجيل تسليم جثة أسير إسرائيلي ”القومي لذوي الإعاقة” يواصل تنظيم فعاليات مبادرة ”أسرتي قوتي” بمركز الطفل للحضارة والإبداع ” محافظ الدقهلية يبحث استغلال أرض الإيواء بميت غمر لتعظيم موارد الدولة وإقامة مشروع خدمي استثماري قناة السويس تعود للانتظام بعد جنوح ناقلة نفط: 30 دقيقة كانت كافية لإنقاذ الموقف وكيل وزارة الصحة بالبحيرة يعلن عن إنشاء عيادة عزل جديدة بمركز تدريب أطباء الأسنان استبعاد 15 قيادة محلية لم تحقق المستوى المطلوب: تفاصيل الحركة السنوية للمحليات اعتماد حركة قيادات الإدارة المحلية السنوية مصرع شاب وإصابة 3 آخرين في حادث تصادم دراجتين بخاريتين ببني سويف

الحسين عبدالرازق يكتب: مذبحة الكتاكيت!

الحسين عبدالرازق
الحسين عبدالرازق

مشهد مؤلم لقلب كل مؤمن بثته بعض القنوات بالأمس، فيديو متداول علي مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر بعض العاملين بإحدي مزارع الدواجن أثناء قيامهم بتنفيذ حكم إعدام جماعي بحق مئات الكتاكيت!

وقف الصبية اليافعون ليسكبوا الكتاكيت إلي داخل الأجولة الخانقة الضيقة، دون أي التفات أو إهتمام إلي كونها أرواح خلقها الله لنفعنا وقتلها حرام!

ووسط صرخات الكتاكيت أو استغاثاتهم، يُسمع صوت رجل "أظنه هو صاحب المزرعة" يأمر المنفذين بتحريك الحبل إلي أقرب نقطة ممكنة من رؤوس أولئك الصغار الذين تكدسوا فوق بعضهم بداخل الأجولة، وتوجيهه لهم بأن يشددوا الوثاق بهدف إحكام الإغلاق وتسريع القتل أو الإخناق!

كان الفيديو موجعاً، تناقلته القنوات، بل وتسابقت إلي بثه "وليتهم ما فعلوا" أو

ليتهم اكتفوا بالعرض الخاطف له، ولكن هذا لم يحدث، وقاموا بعرضه بطريقة (Loop Video) التكرار المتتالي والمستمر، وكأنهم معجبون به!

تناول مقدموا البرامج موضوع أزمة إنتاج الدواجن "والفيديو داير وشغال" وغلاء أسعار البيض" والفيديو داير وشغال" وأزمة استيراد الأعلاف " والفيديو داير وشغال"، طرحوا الموضوع للنقاش، ودخلوا جميعهم في سجال، أخذ ورد، وقيل وقال"كل ده والفيديو داير وشغال" استمعوا لآراء الخبراء، وردود المدراء والوزراء، سمعوا استغاثات المربين، وشكاوي المواطنين "والفيديو شغااااال" وبيكرر نفسه بنفسه وكأنه ثور يدور حول ساقية!

والسؤال الآن لزملائنا من الإعلاميين، أين مراعاة مشاعر المشاهدين، من النساء والأطفال والمسنين؟!

وسؤالي لهم بالمناسبة من باب "عتاب المحبين"، كونهم محترمون ووطنيين .

كتاكيت ضعيفة لاحول لها ولا قوة، لم يخلقها الله لتقتل بهذه الطريقة، يقذف بها عمال المزرعة إلي غياهب الأجولة المظلمة القاتمة المعتمة بهدف خنقها عمداً، فتتعالي صرخاتها وكأنها تشكوا إلي الله حالها، وترفع إليه مظلمتها وتشهده علي ما يُفعل بها وهو سبحانه من نهانا عن قتلها! ولو كلف أصحاب تلك المزارع أنفسهم عناء الاتصال بالإفتاء لاستطلاع آراء العلماء والفقهاء لأفتوهم بأن إعدامها حرام، إذ لا يجوز قتل ما أحل الله إلا بالذبح أو النحر أو الصيد بالطريقة الشرعيةليؤكل أو يباع أو يُهدي لمن يأكله، فلماذا أعدمتم الكتاكيت، ولماذا صورتم عملية الإعدام؟!

إن كنتم قد فعلتم هذا بهدف إرسال رسالة للمسئولين، فقد وعدكم المسئولون في بلدكم بأنهم سيتدخلون وسيعملون علي حل المشكلة، فأين هي المشكلة؟!

سبق وأن ساعدتكم الدولة كثيراً من قبل بعدم فتحها لباب استيراد الدواجن المجمدة علي مصراعيه طيلة السنوات الفائتة كلها وكان بإمكانها أن تفعل، ولكنها لم تفعل دعماً لكم وحرصا من دولتكم علي استمرار تنمية صناعتكم وانمائها بغية الوصول إلي الاكتفاء الذاتي من انتاج الدجاج والبيض، إذاً الدولة سبق وساعدتكم، فهل هذا هو رد الجميل للشعب والدولة؟!

ألم تستفد قنوات جماعة الهلافيت من فيديوهات إعدام الكتاكيت؟ فلماذا منحتموهم مثل تلك الفرصة، ولمصلحة من؟! "وسأفترض بكم حسن النية " .

يبقي سؤال واحد للأخ صاحب المزرعة الذي أوغر صدورنا بالأمس وليتسع لنا اليوم صدرة ...

هو إنت بتقتل الكتاكيت ليه؟

ما تسيبهم في الشارع يا أخي، أو وزعهم علي عمال مزرعتك يربوهم في بيوتهم أو يروحوا يبيعوهم في السوق، وآهو كنت تكسب فيهم ثواب، وكان هيبقي أفضل ١٠٠ مرة من قتلهم!

وزعهم علي الناس الغلابة في محيط المزرعة، ورزقهم ورزق الناس علي الله .

"وَما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها" ...

وازاي بتقتل روح ربنا خلقها بالبساطة دي حتي وإن كانت كتاكيت!

"وَما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلاّ أمم أمثالكم" .

حفظ الله مصر