جريدة الديار
الإثنين 6 مايو 2024 06:20 صـ 27 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
قيادات الرحمانية يشاركون الاخوه الاقباط احتفلاتهم بعيد القيامة المجيد محافظ السويس يجمع القيادات ويفاجئهم بتحليل مخدرات نجاح مبهر لمهرجان بابل للثقافات العالمية 2024 ” صور ” فساد جديدة بالملايين.. التحقيق مع وكيل وزارة التموين و8 مسؤولين بتهمة السرقة الداخلية تكشف ملابسات واقعة النصب على المواطنين عبر التطبيقات الإلكترونية الداخلية تكشف ملابسات إلقاء زوج لزوجته من السيارة ويخطف صغيرته بدمياط الأطباء البيطريين تحذر المواطنين من أكل أجزاء في الفسيخ والرنجة إعلام عبري: إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم بعد تعرضه للقصف سيول وصواعق رعدية.. السعودية تطلق الإنذار الأحمر بسبب طقس الساعات المقبلة غداً....انطلاق مبادرة «شوف بنفسك »من أمام ستاد الإسكندرية نائب محافظ البحيرة تؤكد على جاهزية المنتزهات والحدائق العامة لإستقبال المواطنين خلال الإحتفال باعياد الربيع ”شم النسيم” وفد حماس يغادر القاهرة بعد انتهاء مباحثات الهدنة

نهي جلال تكتب: رسائل كونية

هل شعرت يوما أن الكون يحدثك ويريد إخبارك شيء ما!!! هذا ما يحدث معى دائماً.. تصلني رسائل الكون.. عصفور الصباح يدق على نافذتي كل يوم .. ورق الشجر المتساقط يخبرني أشياء أحيانا.. حلم غامض وأرواح أشخاص قد سافرت منذ زمن .. أسمع أصوات هذا الكون وهو يحدثني.. أصوات غاضبة وأحياناً صوت مرتعش وخائف ومرات يأتي لى الصوت باكي!!! .. رسائل قادمة لى .. تعلمت فك الشفرات أصبحت ماهرة..

مازلت على سجية الأطفال.. أعيش خيالاً وعالم أسطوري .. يتهيأ لى أن حياتى فصل من ملحمة أسطورية.. سجية الطفلة يتهيأ لها أن عرائسها تحدثها !! وأن القمر يتحرك معها حين تتحرك هى !! ويقف عندما تقف!! أنه أمر مذهل بالنسبة لى.. يجعلني اسرح كثيراً وأبتعد أكثر .. اتخيلني أصعد وأنا أرقص عارية تماماً على نغمات موسيقية هادئة.. أمسك قمراً.. أرى أسماك تطير من حولى .. أفهم لغة الحيوانات ونتحدث سوياً حول أمور كونية .. مازلت على سجيتي.. سجية طفلة.. ولا يخجلني هذا..

تمنيت لو أنى استطع القفز على السنين.. وأضم كل دوائري لصدري.. أحملها إلى عالم آخر مكان آمن.. تمنيت أن أكون طائر واستطع الطيران عالياً.. تمنيت أن أكون سحابة هادئة وأحياناً غاضبة.. ومرات باكية.. مازلت على سجيتي.. ليس لى أحد أبوح له بأسراري سوى هذا الفضاء الواسع ..

لم تعد تخيفني تلك النظرات المبطنة بالخباثة.. ولن امكث فى دائرة أحد بعد الآن.. لست سجينة الدوائر.. نعم، ثمة صراع لا استطع النزول بعد الصعود.. ولادات كثيرة تمت فى الأعلى ومازلت أحمل إلى الآن وأضع مولودي .. أبكي وأصمت.. أحزن وأفرح.. أخاف وأطمن .. ثمة تناقضات كثيرة.. إنها الولادة وما بعدها..

بنيت بيتاً فى عالمى وأنتهيت منه.. وضعت آخر لبنة وأنتهى كل ما يربطني بالأرض.. فى قانون عالمى أسمح للسمك أن يطير.. والأشجار أن تتحدث.. مازلت على سجيتي.. سجية الطفلة..

دفنت أحزاني في أعماق قلبي.. رتبت كل شيء للرحيل.. أصبحت الأمور على مايرام الآن.. رتبت رحيلي بهدوء.. أخذت أخر قشة من عشي الأرضي.. ووضعتها فى لون زاهي وصرت أرسم كل يوم دائرة.. بدى لى العالم كله دائري يتسع ويضيق.. ولم أعد سجينة.. أنا من يرسم الدوائر كلها .. كان هذا نتيجة حتمية.. أنها نهاية كل مخذول..
لم أعد أحمل توقعات.. صرت أحمل دوائري وأغادر.. اتقنت فن الترحال.. أخيم هنا قليلاً.. ثم أخذل، فأغادر.. أذهب مودعة كل الذكريات.. بدى لى الأمر فى بدايته غاية في الصعوبة.. ولكني سرعان ما أعدت الأمر ووجدته فيما بعد غاية فى المتعة.. عندما لا أجد الولاء.. أحمل دوائري كما تحمل الأم رضيعها وأغادر.. صرت أتقبل كل دائرة مني.. بنيت جسور بينهم.. أخذت رحلة تقبلي فترة من الزمن.. لا مفر من وجود بعض الدوائر السلبية.. فهى تعيش معى وأعيش عليها أحياناً .. أدركت مؤخراً لا شىء يستحق كل هذا العناء..
الولادة..