جريدة الديار
الجمعة 11 يوليو 2025 07:27 صـ 16 محرّم 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
الصومال: حركة الشباب الإرهابية تتبنى الهجوم الانتحاري على الكلية العسكرية في مقديشو الصومال: استسلام عنصر من حركة الشباب الإرهابية لقوات الكتيبة 23 وإدلائه بمعلومات هامة حريق بمصنع كيما فى أسوان .. والسيطرة دون خسائر بشرية عضو فريق فلسطين بـ”العدل الدولية”: عقوبات واشنطن ضد ألبانيزي بسبب غزة يؤسس لقانون الغابة اتهام مستأجر سوق المواشي بدمنهور بتقديم خطاب ضمان مزور بقيمة 41 مليون جنيه الهيئة الوطنية للانتخابات: 469 طلب ترشح بالنظام الفردي وقائمة واحدة في انتخابات الشيوخ ”القومي لذوي الإعاقة” يطلق دليل ”دوي” التدريبي بطريقة برايل لتمكين الفتيات ذوات الإعاقة البصرية وزيرتا البيئة والتضامن الإجتماعي تشهدان توقيع مُذكرة تعاون مُشترك بين جهاز إدارة المُخلفات والهلال الأحمر الفريق أسامة ربيع يشهد توقيع بروتوكول بين هيئة قناة السويس وبنك مصر للتعاون بالتطوير العقاري محافظ البحيرة تشهد ختام برنامج ”المرأة تقود في المحافظات المصرية” لتأهيل وتدريب 50 سيدة للقيادة بالمحافظة جامعة دمنهور تعلن جدول عروض ملتقى حور للفنون المقام على مسرح دار أوبرا دمنهور مقتل تاجر في مدخل إحدى العقارات بمنطقة سيوف شرق الإسكندرية

محمد الصباغ يكتب.. الطوفان الأخير… قصة قصيرة 

عندما فرغنا ؛ كلانا من تخليص كل منا من توتر الحاجة إلي الأرتواء الملح ؛ وصار تجاورنا العاري هادئا ؛ قالت لي باسمة ؛ كطبعها الهادئ : " ماذا جري علي كوكب الأرض ؛ كل الرجال يبكون بسبب أو بلا سبب ؛ مئات الملايين من الرجال أصبحوا مرضي بداء " البكاء المستمر " في كل مكان تفشي الوباء " البكائي" ملايين الرجال يبكون في نفس اللحظة ؛ مليارات من قطرات الدمع ؛ وفي كل مكان تقريبا ؛ وهذا مكمن الخطر الحقيقي الجديد في حدوث الطوفان الأخير ؛ الذي سيغرق الأرض إلي الأبد ؛ فإن دموع الرجال تتجمع ولا تذوب مثل دموع النساء التي تعرف طريقها للبخر والتلاشي بمجرد حدوثها .

دون أن تتعاط شيئا أو تشرب شيئا ؛ شرعت تحدثني عن وضع الرجل المقهور الذي سوف يخلق بكائه المتوالي ؛ الطوفان الجديد . فقلت لها : " أولي بك أن تحدثيني عن قهر الأنثي " . ثم واصلت وقلت لها وقد جاريتها ؛ دون أن أدري أني قد جاريتها في جديتها ؛ فقد كانت تحدثني عن شيء أستشعره وإن كنت لا أدركه ؛ وكان ظني بها أن حاستها في الإستشعار تصل إلي حد الإستبصار : " هل الرجل الأجمل أم المرأة ؟؟ " فقالت جسد الذكر دائما هو الأجمل من جسد الأنثي ؛ وعواطف الأنثي وعقلها ؛ الأجمل فهي رحم كل الحياة ؛ لماذا لا تصدقني ؛ دموع الرجل تتجمع ويلوح في المدي تجمعها السيلي الذي ؛ الذي سوف يتضاعف ليصبح هو الطوفان الأخير . " .

كانت تمنحني مضاجعات مجانية ؛ بمحبة صادقة ؛ وصدق في الرغبة في إمتاع نفسها وإمتاعي ؛ وقد أردت ارجاعها إلي خيمة لقائنا الآنس بكل المتع التي يستطيع إنسان أن يذوقها في الحياة فقلت لها : " كلما دققت فيك وتدا ؛ تثبتت الأرض أكثر ؛ وتثبتت الأشياء فوقها وصارت أكثر قدرة لاحتمال طوفان الماء الذي تبشرين به ؛ متي ضرب وفي أي وقت جاء . وكأني كلما ضاجعتك ؛ ضاجعت كل نساء الأرض ؛ وصار بكاء النشوة منك ؛ طهارة لكل الخطايا ؛ وصار الدمع قرينة التطهر بدموع النشوة ؛ فلا خطيئة ولا حاجة لطوفان مطهر "

ردت علي بحوار عاصف كان فحواه أنها ليست سلعة للمتعة وأكملت بجملة واحدة قاسية في حقي ؛ قبل أن تغادرني إلي الأبد : " لم أكن أدرك أن بك مثل هذا القدر من الحقارة !! . "

ثم واصلت كلاما لم يكن لي وربما كان لنفسها فلم تكن تواجهني في تحدي ؛ مثلما فعلت ؛ عندما نطقت بجملة " حقارتي " :
- " لماذا نتصور أننا نصنع الآخرين علي هوانا وأنهم مسخرين لخدمتنا ؛ وأن المرأة وسيلة سهلة للمتعة وأن متعة الذكر ؛ تنتهي لحظتها وعندها متعة الأنثي ؟! ولماذا نزيد هموم بعضنا ؛ ونحاسب بعض علي الحرف في حين أننا في حاجة للتشابك وللتأخي وللونسة الإنسانية ببعضنا أكثر وأكثر ؟؟ : أقبلني هكذا بدون أدني محاولة لصوني أو لتعديلي أو تظبيطي أو الإعتراض علي ما أفعل أو ما أتكلم به أو ما أطرح أو ما أخشاه أو ما أحلم به ؛ فأنا ولا شك أذكي منك وأجدر منك بالحياة " .

الآن بعد أن مرت كل هذه السنين ؛ علي هذا اللقاء الأخير ؛ الذي مازلت أذكر تفاصيله ؛ والذي انتهت بعده علاقتنا بقطع تام واختفاء بلا أثر ؛ بعد كل هذه السنين المارقة ؛ أجدها حاضرة وأجد كلامها متحققا فيما يتعلق بالطوفان الأخير ؛ وأود من قلبي صادقا أن أخبرها أن ما كان بيننا ؛ كان مثلما كانت تظن ؛ إلا يوم الإفتراق ؛ فقد كان ما بيننا كان حبا صادقا . وعندما تباحثنا بشأن الخطر المحدق بالحياة ؛ من طوفان دموع الرجال ؛ لم أكن أتعامل معها وقتها بإعتبارها إمرأة ماجنة ؛ لكن وقتها كانت حجتي ضعيفة حول تساوي دموع الرجل مع دموع المرأة في الأثر المفعل للطوفان المنتظر ؛ فقد كنت أنا أظن أن إنحياز الأنثي للأنثي دائما ؛ وكانت هي تري أن دموع المرأة لا تحرق إلا جلد وجهها فقط ؛ أما دموع الرجل ؛ فقد أثبتت لي أنها كانت تري ما لا أري وأن دموعي أنا فقد أرتني أنها لا تحرق جلد وجهي فقط ؛ بل هي تذيب ملامحي وان استمرار البكاء يجعل من مصيري التلاشي .