جريدة الديار
الإثنين 5 مايو 2025 01:59 مـ 8 ذو القعدة 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أحمد الجويلي يكتب: خطر يضرب بعنف تحت مسمى السيطرة!

احمد الجويلي
احمد الجويلي

كثيرا ما اجلس وحيدا ليبدأ العصف الذهني بقوة وبعد طرح الاتهامات العديدة علي نفسي وعلى رأس هذه الاتهامات هو التقصير بما املك من قدر ضئيل من معلومات وافكار قد تكون سببا في الارتقاء لما هو افضل اعود محدثاً نفسي بأنه لا فائدة ان لم يكن هناك من يريد الاستفادة! وبعدها ابدأ في قول جملة تتكرر شبه يوميا بداخلي وهي "الم تمل بعد!؟" ومن ثم ابدأ في مشاهدة عمل درامي يلطف من حرارة الاجواء بداخلي ولكن هذه الكرة ومع اعترافي قد وقعت بين براثن عمل اجنبي مختلف كثيرآ عما اشاهد عادة، وجدت فيه اطروحات كثيرة وصدامات بين الافكار المتباينة والمتناظرة طيلة العمل حتى يدس سمومه واكذايبه بشكل تلقائي لتكون علي المشاهد بمثابة طاقة النور التي انارت له الافاق من عتمة التشويق المستمر والمتعمد والذي يتبعه تشويش من نوع أخر حتى يتبني المشاهد الغير متخصص تلك الافكار التي يطرحها العمل نفسياً بكل اريحية وذلك بعد ان يكون قد تم تأهيله فعليا، وهو ما حرك بداخلي العديد الكثير من الغبطة والغيرة والتفكير في الحالة العامة ثقافيا وسياسيا واجتماعيا ورياضياً والشكل المتردي الذي قد وصلنا اليه وهو وبمنتهي الصدق مع انتقائي للكلمات بعناية الي درجة كبيرة محزن بل وخانق! وهو ما جعلني اسأل السؤال الاهم: هل هذه هي بلادنا مصدر الريادة المستمرة في الثقافة والفن والادب والرياضة والثقافة والسياس وغيرها حتى في احلك الاوقات؟ اننا لا نفعل شيئا سوى التنديد والادانة التراشق والصراعات علي قاع لم ولن يرى النور منذ زمن بعيد، ان ما كان يميزنا هو هوية الريادة وقوة التغيير التي لا تتأكل متى ما ظلت هذه الامة، ونخب متوالية تخرج من شعب علم الجميع كيف يحب وكيف يثور وينتفض ليحطم الأغلال، وأرى اننا في زمن البطولة فيه لمن يلعب دور اكبر في التصفية المعنوية لكل من يشير الي اتجاه اخرغير الاتجاه العام المتفق عليه لان التاريخ سيبقى لمن لديه القدرة علي الإشارة نحو الأخطاء ومن لديه شجاعة الاعتراف والتدارك! وهي كارثة تهدد استمرار قواعد اي نظام من اي نوع، فليس بهذا الشكل تكون السيطرة وهو ليس بوعي صحيح ان يقبل اي محب تنفيذ هذا التوجه عن عمد ان النخبة الحقيقة هي ما تملك من قدرات يقظة لتقديم ما يكون بدوره الحفاظ علي التوازن الدقيق للاستمرار والدفع نحو الأمام، وجرى الواقع علي السنة الحكماء ان الصديق الحقيقي هو ما يَصدُق القول لا من يؤيد ويردد، الحل الواقعي لا يكمن في احكام السيطرة العامة والمطلقة، فالسيطرة المطلقة هي درب من السعي نحو الخيال اهدار للوقت والجهد، وهناك نماذج عديدة وكثيرة اجتماعيا .. اعني ببساطة وعلي سبيل المثال الشعب التركي وما قاله بإيجاز صامويل هنتجوتن والمعروف ميوله نحو النظام العالمي الجديد في كتابه صدام الحضارات، "ان الشعب التركي منقسم الي فريقين الاول يسعى الي التغريب الكامل والحداثة المطلقة والاخر يريد العودة للعصر العثماني املا في استعادة الاسلام ريادته وسط الاديان، وبين هذا وذاك تعمق الخلاف واصبح الفريقين كلاهما علي حافة مختلفة من النهر مقابلين لبعضهم البعض وبينهما جسر سياسي تم بناءه من قبل الانظمة المتلاحقة، ويأبى كل فريق العبور الي الضفة الاخرى مطالبا الاخر بالعبور اليه وهو ما يعيق الدولة عن التقدم!" وعلينا الاعتراف بأن الادارة التركية ذكية بما يكفيها للاستمرار هي تعلم الواقع وتتعامل معه وتتلاعب به منذ اكثر من 15 عام عن طريق الثقافة والفن الموجه، ولو نظرنا الي الدراما التركية الحالية والتي تاخذ حيز قوي في المشاهدات العربية وعن استحقاق لضعف ما نقدمه من محتوى عربي، هم يقدمون الكفتين بكل براعية يقدمون النموذج الغربي الذي يهواه النصف الغالب وكيفية تعايشه مع النصف الاسلامي بسلاسة مع الاخر، هم يقدمون البطل بعلاقاته النسائية العديدة وتقربه الشديد من الله وشعوره بالندم البطولة المطلقة في صورة رمز للشعب التركي والملة التركية "بحسب وصفهم" ثم يصدروها بإتقان الي العرب ومن الطبيعي ان يصدق الشباب الصغير من العرب حلم الترابط الذي فقدوه واصبح ترسيخاً ضمن المستحيلات وبالتالي يعود بالضرر الشامل بقتل المقاومة فتصبح داعش رمزاً للمقاومة ويصبح التدخلات السياسية الاستعمارية التركية في نظرهم تحرير للقيود! ما يمهد الى وصف العدو بانه اقرب الاصدقاء وطبيعي ان يحدث تلك التفاعلات في غياب النخبة الاقوى وهي النخبة المصرية، واحدد المصرية لان الشعب المصري مميزا ومتسلحاً بكونه نسيج مترابط رغم ان لكل عصر في تاريخه هوية مختلف عن ما يسبقها، هي أمة ذات هوية حضارية وثقافية قوية هاضمة لكافة المدخلات الثقافية وهي بحق قدوة ومصدر للريادة الاجتماعية والثقافية وبالتالي تُستمد القوة السياسية، ومنها وحدها تأتي القوة التي نستطيع بها الشجب والادانة أوالتثمين! اذا تاكلت من اجل المكاسب الفردية لن يكون الضررعليها فقط بل علي كل فرد يتحدث العربية في العالم. اننا حتى الان لا نتحدث سوى مع انفسنا فقط، في كافة النواحي وفيها نفتقد للكثير من الاحترافية ذلك ما يجعل النخب الحقيقية صادقة الرأي تتأكل ويشكل طبقة جديدة من النخبة الكاذبة، مجرد قشرة تعكس ما نريد ان نسمع من أراء لا الحقائق. الحل في التنحي عن المكاسب الزائلة والعودة الي عمق الهوية وقوتها في تناغم الاختلاف للخروج بمعزوفة الريادة والتصدر القومي لانه مع زيادة المعدل في نسبة الشباب وضعف المدخلات الثقافية الحقيقة وضعف الهوية يتحول الشباب من قوة لثغرة تهدد اي نظام سياسي مهما بلغت قوته، لذلك تكون هذه القضية هي الاهم والاحق بالبدء الفوري والتعامل دون غيرها وهي مسألة امن قومي حقيقية بلا شك واعيد ان السيطرة ليست هدفاً يحقق الاستقرار ولكن الاستنارة هي من يحقق الاستقرار ويشكل دروع فكرية تقاوم اي غزو فكري خارجي بشكل تلقائي دون توجيه، والحياة الثقافية والفكرية والفنية بلا شك هي احدى روافد قوة الامن القومي المصري الذي لابد ان نختار من يحدثنا عنه او يدلي بدلوه فيه بعنايه وليس لاغراض شخصية او خفايا داخلية، واخيرا الخطر مازال محيط وترك التداخلات الثقافية والفنية والاعلامية من المقريبن وطأتها بنفس السوء التي تسببها التداخلات الخارجية والتغاضي ليس توازن او دربا من الثقة، لان القدر بطل لا يمكن التغلب عليه بل يمكن التمهيد والتعامل معه، وتأتي اسطورة سوفوكوليز عبرة من مفكر قديم، قدمها في قصة الملك اوديب الذي طالما تحدى القدر وفي النهاية تلقى الحقيقة قسراً! وعلي من يريد معرفة الحقيقة لابد ان يتجرد تماما ومن يصدق كذب الحياة سخر منه ضميره، ودائما ما تكون اعمق الم .

اقرا ايضا

إنجازات مبادرة رئيس الجمهورية حياة كريمة في شهر سبتمبر الماضي

منتخب البرازيل-المصري-المولد النبوي الشريف 2020-منتخب الجزائر-سمير صبري-سوريا-Rafael Nadal-اللواء عادل سليمان-تنسيق الأزهر 2020-منتخب تونس