جريدة الديار
الأربعاء 22 مايو 2024 04:31 صـ 14 ذو القعدة 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
تعليم الإسكندرية تقرر منح الطلاب الدرجة كاملة .. بعد اكتشاف أخطاء في امتحان الجبر رسالة ماجستير بكلية الآداب ..”دراسة ميدانية مطبقة على مدينة المنصورة عن دور القيادات الإدارية النسائية فى تحقيق الحوكمة الرشيدة ” بنك مصر يوقع عقد قرض طويل الأجل ب 990 مليون جنيه مع شركة ايديتا محافظ دمياط تجرى زيارة مفاجئة لمقر الوحدة المحلية لرأس البر لمتابعة سير العمل وتقرر إحالة ٢ من العاملين للتحقيق لخروجهم بدون اذن لمتابعة منظومة العمل بكافة الملفات زيارة مفاجئة من محافظ دمياط لمقر الوحدة المحلية بالسنانية محافظ دمياط تشدد على الدفع بمعدلات التنفيذ ورفع المخلفات الناتجة عن الأعمال بشكل دورى ”بسبب مشادة كلامية نسي الفرامل” اعترافات سائق ابو غالب السيسي يؤكد حرص مصر على وقف نزيف الدم في غزة وتعزيز ثقافة السلام حقيقة واقعة محاولة خطف طالب بالقاهرة: شائعة أم حقيقة؟ هل تبيع الحكومة المصرية مستشفياتها؟ ....وزارة الصحة والسكان تجيب 8101 طلب من المواطنين بالشرقية لإستخراج شهادات البيانات والتصالح البحيرة ... توريد 206 ألف طن من محصول الزهب الاصفر لموسم حصاد 2024

أحمد سلام يكتب: أحزان جوقة العميان!

48 عاما علي رحيل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين . حديث الوفاء يستوجب الحديث عن أسطورة مصرية خالدة تستعصي علي النسيان في زمن عنوانه آفة حارتنا النسيان بحكم شواغل تمرر دوما ذكري الكبار ليمر الأمر مرور الكرام وما حديث الوفاء إلا من باب الإمتنان لما ترك من أثر وقد حرُم من البصر في فجر صِباه ليمتلك بصيرة "جعلته" أيقونة للفكر "لاتُفارق" أولي الألباب !.
 

هي "الأقدار" التي جعلته في "موضع" الصدارة لأمة "بليغة" تنطق لغة الضاد وقد أبحر "ذوالبصيرة" في بحار الفكر ليُغدق علي الفكر الإنساني "بدُرر" من عيون الأدب والفكر ليكون بحق عميدا للأدب العربي في العصر الحديث. 

عاش بحق حياة أسطورية بعد ميلاده في سنة 1889 ليُحرم من نعمة البصر وكان العوض في "آي" المولي عز وجل لتكون مبعث بصيرته وقد حفظ القرآن "ليرتحل" إلي قاهرة المعز حيث الأزهر الشريف لتبدأ صياغة الأسطورة التي عنوانها طه حسين. 

هو إبحار في ترجمة ذاتية خطها صاحبها في رائعته "الأيام" وقد عاش كمن عاش ألف عام ! .

روائع طه حسين تُخلده لمن يبتغي إسترجاع أيام المجد التي ولت يوم أن كان العلم بحق "نورالحائرين "نحوإجتياز عثرات الجهل وصولا إلي اليقين. 

ويبقي ماكتبه وماأبحر من خلاله في "دروب الفكر" موضع زَهو "لمن" يبتغي التأسي والإعتبار.

لم يكن طه حسين "كفيفاً" بل واحة فِكر "مبصرة" يحمل "بصيرة" جعلته موضع فَخار. 

طه حسين "الشيخ الأزهري" "وطالب الدكتوراه بالسوربون""وأستاذ الجامعة"والوزير "والأديب"رحل في 28 أكتوبر سنة 1973 بعد حياة حافلة ثرية. 

كأنه قد "إنتظر" ليطمئن علي مصر بعد ان عبرت مصر الهزيمة في السادس من اكتوبر سنة 1973 .

في "رثاء طه حسين" قال توفيق الحكيم"لقد فارقت جسده الحياه بعد أن فارق اليأس روح مصر!"

 الأكثر إثارة ماكتبه "نزار قباني" شعرا في رثاء طه حسين وقد كتب قصيدة رائعة قال فيها:- 

إرم نظارتيك.
ماأنت بأعمي 
إنما نحن "جوقة" العميان! 
وقد إستطرد نزار قباني في تلك القصيدة الرائعة قائلا -
عُد إلينا 
فإن عصرك عصر ذهبي
ونحن عصر تاني! 
سقط الفكر في النفاق السياسي! 
وصار الأديب كالبهلوان! 
يتعاطي التبخير! 
يحترف الرقص ويدعو بالنصر للسلطان! .

ماكتبه "نزار قباني" في رثاء طه حسين لسان حال الأمة العربية في كل مكان وزمان! .

في ذكري رحيل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الراحل في 28 أكتوبر 1973 . اليقين أن الزمن قد تغير وهنا ينتصر زمن طه حسين الذي لن يتكرر .

غاب البصر والبصيرة والمحصلة رواج العبث لتستمر عذابات البشر في كل مكان .

وتستمرأحزان "جوقة" العميان!