جريدة الديار
الخميس 18 أبريل 2024 07:43 مـ 9 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

محمد خليفة يكتب: القدماء المصريون يعلمونك لعبة ”هز يا وز و سينيت ” خلال أجازة كورونا

الكاتب الصحفى والباحث التاريخى محمد خليفة
الكاتب الصحفى والباحث التاريخى محمد خليفة

بعد قرار القيادة السياسية الصائب بمنح المصريين أجازة لمدة أسبوعين من المدارس والجامعات حرصاً على عدم انتشار وباء "كورونا " المستجد وحفاظا على حياة المواطنين من خطر الإصابة "بالفيروس" يقدم لكم المصريون القدماء "روشتة" عن كيفية قضاء أوقات فراغك أثناء الأجازة..

كان المصريون القدماء يؤمنون بالبعث والحياة مرة أخرى فخلَّدوا حياتهم على جدران المعابد.. إنَّهم "المصريون" أصل الحضارات والفنون، ولكن تٌرى كيف كانوا يقضون أوقات فراغهم؟

المصري القديم كان يهتم بالألعاب الرياضية والترفيهية سواء كان من الملوك أومن عامة الشعب حيث إتخذوا من هذه الألعاب وسائل للتسلية والترفية خاصة أيام الأجازات ، ولقد تعددت الوان التسلية التي مضى بها المصرى القديم أوقات فراغه ويظهر ذلك من خلال النقوش الموجوده على جدران المقابر ومنها الألعاب الذهنية وألعاب الحظ وألعاب الأطفال، ومن هذه الألعاب لعبة تٌسمى"هز يا وز" إذا يجلس طفلان متواجهين بحيث يفرد كل منهما ذراعية ورجليه ويضع كل منهما كعب قدمه اليسرى على أطراف اليد اليمنى واليدين فوق بعضهما بحيث تتلامس أطراف اليد اليسرى مع سبابة اليد اليمنى وبهذه الطريقة يتكون حاجز آدمى على المنافس القفز فوقه وتحتوى هذه اللعبة على مبادىء رياضة القفز العالى والوثب الطويل وهى نفس اللعبة عندنا اليوم بدون تغيير..

العب "الشطرنج" بالمصرى القديم

لم تقتصر الألعاب على العامة بل وجدنا الملوك يلعبون ويمرحون فقد لعب الملك "توت عنخ آمون" لعبة"سينيت" وهي تعتمد على تحريك مجموعة من الأحجار على رقعة حجرية أو خشبية، وذلك بعد رمي النرد "الزهر"، وقد اكتشفت نسخة من هذه اللعبة في قبره، وهناك منظر شهير لهذه اللعبة فى مقبرة الملكة نفرتارى على يمينك وانت تزور المقبرة .

إضافة إلى رسوم جدارية تصوَّر الملكة نفرتيتي وهي تلعب هذه اللعبة.

وتعرف اللعبة باللغة المصرية القديمة ب " سنت نت حعب" وتعنى لعبة العبور والمرور، وقد عثر ايضاً على بقايا لتلك اللعبة في مقابر الأسرة الأولى، وتم العثور على ذكر لها في مقابر الأسرة الثالثة مرورا بالدولة القديمة بكاملها، وهى لعبة ذكاء تشبه لعبة "الشطرنج" إلى حد كبير.

تتكون اللعبة من 30 مربعاً من ثلاث صفوف، يضم كل صف عشرة مربعات، ومربعاته فيها رموز هيروغليفية وتعني المرور.

صنعت اللعبة من العاج، وكانت من الألعاب المفضلة للملك وللمصريين جميعًا. وبحلول عصر الدولة الحديثة تطورت لعبة " سينيت" حتى أصبحت مذكورة، كما هو موضح في نصوص كتاب "الخروج في النهار"، كلعبة يمارسها المتوفى لإبعاد الوحشة عنه حيث إنه يخوض رحلته منفردا في العالم الآخر، كذلك كانت اللعبة نفسها تعبر عن عبور الـ "كا" وهو عنصر هام في رحلة المتوفى في العالم الآخر حسب الاعتقادات المصرية القديمة، وفي الفصل 17 من كتاب "الخروج في النهار" أعطت التعويذة للعبة قدسية كطقس مهم في رحلة تحولات المتوفى بين تقلبات الليل والنهار لبعثه من جديد..

والمصريين القدماء مارسوا لعبة شائعة لدينا الآن ومعرفة باسم لعبة "صلَّح" التى يمارسها الكبار والصغار حيث يقف أو يركع صبى مغلق العينين وظهره لرفاقة الذين يلكزونه أى يضربونه على جسده وعليه أن يخمَّن فى كل ضربة من الذى فعلها فإذا عرف الفاعل فاز ودخل هذا مكانه.

ومن الألعاب التى لعبها القدماء المصريين وقوفاً وليس جلوساً لعبة " الرست " وقد كانت تمارس بقيام المتنافسين بعقد يديه خلف عنقه وفى مواجهة صاحبه ثم يتصارعان بأستخام الأيدى حتى يفقد أحداهما توازنه ولم تهتم الصور الموجودة على المقابر بتصوير ألعاب اللمس والأستغماية وإن كان ذلك لا يدل على جهلهم بها فهى مصورة فى مصاطب من الدولة القديمة بسقارة..

"الشخشيخة"

الشخشيخة "صاجات" من الألعاب القديمة وهى من الخشب، كانت تستخدم كلعبة أطفال ، وتعددت أشكالها فمنها آله موسيقية من الخشب تتكون من قطعتين من الخشب مجوفتين من الداخل ، عند غلقهما يكونان شكل كره مجوفة من الداخل و لها مقبض صغير يوضع داخل التجويف قطع صغيره من مادة صلبة وعند هزها تحدث صوتا موسيقياً ، وهذه الآلة تستخدم حاليا ، وهي تشبه "الشخشيخة" إلاَّ أنَّها تختلف عنها في الشكل .

"النحلة"

وكانت أيضاً لعبة "النحلة" من الألعاب المحببة لدى الأطفال الصغار في عصور مصر القديمة، وقد عثر على النحلة الخشبية ذات الشكل المخروط الهندسي المزخرفة والتى يعرفها بعض الأطفال فى المناطق الشعبية الآن في مقبرة توت عنخ أمون.

واعتاد الأطفال فى عصور القدماء المصريين اقتناء اللعب والدمى في هيئة إنسان، أو حيوان أو طير.
ويعرض المتحف المصري مجموعة من أكثر المجموعات إثاره من نماذج مرافق البيت، والألعاب والدمى والرسوم.
وتتيح هذه النماذج، وأغلبها صغير الحجم، فكرة واضحة طيبة عن الحياة اليومية، وأساليب الترويح عن النفس في مصر القديمة.

كما لعب المصرى القديم لعبة " شدِّ الحبل"، وهي اللعبة ذاتها المعروفة في وقتنا الحاضر، حيث يتنافس فريقان متقابلان على شدِّ الحبل، ويفوز الفريق الَّذي ينجح باجتذاب الفريق الآخر إليه بقوة الشدِّ، حيث تعتمد هذه الرياضة على التعاون والقوة الجسدية، كما تعتبر من الرياضات الحماسية.

ومن أشهر الألعاب المصرية القديمة هي المُكتشفة في منطقة تل العمارنة بالمنيا، التي كان يتخذها الملك "إخناتون" عاصمة له بديلًا عن طيبة، ومن المعروف أن بعض هذه الألعاب لها طابع ذكورى والتي كان يستخدمها ابن الملك توت عنخ آمون المولود فى تل العمارنة، وألعاب أنثوية استخدمتها بنات إخناتون، حيث تظهر بناته فى الجداريات وهنَّ يلعبنَّ.

[email protected]