جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 03:00 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
كمامات بـ4 ملايين جنيه.. إحالة 3 مسؤولين بمستشفى الشيخ زايد المركزي للمحاكمة تعطل عمليات السحب والإيداع بماكينات البريد خلال ساعات مركز خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة دمنهور يعقد فعاليات اليوم الأول لدورة التحاليل الطبية خبير اقتصادي: مؤشرات البورصة المصرية حققت أداءا جيدا الفترة الحالية تكليف سمير البلكيمى وكيلا لمديرية التموين بالبحيرة مدبولي ..الاسعار ستأخذ مسارا نزوليا بدأ من الاحد القادم التوعية بخطورة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر خلال القافلة التنموية لجامعة دمنهور جامعة دمنهور تطلق مشروع لانتاج نواقل خلوية نانوية الحجم من النباتات العضوية (FarmEVs) جامعة دمنهور تحتفل بيــــــوم التراث العالمي استكمال رصف فرعيات شارع الجمهورية بحوش عيسى بتكلفة إجمالية 4 مليون و 500 ألف جنية وزارة الصحة بالشرقية يتابع الخدمات الطبية بمستشفى الزقازيق العام المخرجة السويسرية «عايدة شلبفر » مديرا للأفلام الروائية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي

بين حماية الإنسان و مناعة القطيع

د. إبراهيم عبدالرحمن الشرقاوي
د. إبراهيم عبدالرحمن الشرقاوي

تقترح نظرية " مناعة القطيع " وهي نوع من المناعة التي تحدث للقطيع أو الأفراد الذين لا يتمتعون بالمناعة .

فالقطيع أو الأفراد في حالة الأمراض المعدية التي تنتقل من فرد لفرد فإنه من المحتمل إعاقة سلسلة العدوى عندما تتمتع أعداد كبيرة من السكان بالمناعة ضد الأمراض .

كلما كبرت نسبة السكان الذين يمتلكون المناعة قلت احتمالية أن يتصل فرد سريع التأثر بالمرض مع فرد معدٍ .

تصدر مفهوم "مناعة القطيع" الواجهة من جديد بعد إعلان بريطانيا عن استراتيجيتها لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد في بريطانيا ، والتي بدت أنها تهدف إلى دفع البريطانيين إلى اكتساب مناعة جماعية ضد الفيروس .

وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون النسخة البريطانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن الأسبوع الماضي ، أن الحكومة ستسعى لإبطاء انتشار الفيروس الذي يسبب المرض ، بدلا من وقفه ، كجزء من استراتيجية التخفيف ، التي تفترض ‏ترك الفيروس يصيب 40 مليون إنسان أي ما نسبته 60 في المئة من السكان قبل أن يصبحوا محصنين ضد الفيروس مستقبلًا للوصول إلى "مناعة القطيع" وهي نظرية معروفة تقول : بمواجهة أي فيروس بالفيروس ذاته ؛ " داوها بالتي هي الداء " ، وهذا يعني أن بريطانيا ستضحي بمليون إنسان على الأقل قبل أن تصل لمناعة القطيع .

هذه النظرية تنطوي على مخاطر جمة ، خاصة بعد اعتراض علماء الفيروسات البريطانيين على هذه المعادلة وأنها تنطوي على مخاطر كبيرة ولا ضمانة في نجاحها لتحقيق الهدف المنشود خاصة مع فيروس كورونا ، كما أن هناك احتمالا آخر ، هو تطور الفيروس ، إذ تميل الفيروسات عادة إلى التطور ، ما يجعلنا نبدأ من جديد .

وهناك مخاوف من أن يعود الفيروس أكثر شراسة العام القادم ، كما حدث مع جائحة الإنفلونزا الإسبانية ، التي اختفت في أشهر الصيف لتعود في الخريف والشتاء وتقتل عددا أكبر من السابق .

ونتيجة لذلك تخلت بريطانيا عن السياسة التي اعتمدتها حكومتها في محاربة فيروس كورونا وهي herd immunity مناعة القطيع . فيروس كورونا أخل في ميزان تصنيف الدول مابين دول عظمى أو متقدمة ودول عالم ثالث أو متخلفة .

كان الهم الأكبر لهذه الدول الكبرى في الولايات المتحدة وأوروبا هو الإبقاء على متانة اقتصاداتها بعيدًا عن الإنسانية فرفضت أو تأخرت في اتخاذ إجراءات الإغلاق التام lockdown حتى لا تخسر ميزانياتها مما أدى لانتشار هذا الفيروس بشكل كبير في هذه البلدان ورفضت فحص الحالات المشكوك بإصابتها مجانًا علما بأن تكلفة الفحص تبلغ 1331 دولارًا أمريكيًا وارتفعت إلى 1500 دولار ، كما طلبت من المصابين البقاء في منازلهم وعلاج أنفسهم بأنفسهم .

أما دول العالم الثالث في آسيا والوطن العربي سعت بكل إمكاناتها وفوق طاقتها للعمل على محاربة هذا الفيروس سريع الانتشار وحماية الناس من هذا المرض .

بعيدًا عن الدول الغنية كدول الخليج التي استخدمت إمكاناتها الكبيرة لمحاربة هذا الفيروس بكل كفاءة ، نجد أن هناك دولًا أخرى كمصر خصصت ميزانية ضخمة استنزفت ميزانية الدولة إلا أنها لم تبالِ لأن الإنسان وصحته وسلامته قبل أي شئ وأهم من المال .

هذه هي الإنسانية الحقيقية لا تلك التي صدع الغرب رؤوسنا بها وأنهم متقدمون بسبب إنسانيتهم مقارنة بالعالم الثالث المتخلف .

فالعالم المتقدم اعتمد في حماية الناس من هذا الفيروس على نظرية مناعة القطيع Herd Immunity وسياسة الحفاظ على الاقتصاد أما العالم المتخلف فاعتمد على سياسة ونظرية واحدة وهي حماية الإنسان مهما انهار الاقتصاد .