جريدة الديار
الإثنين 6 مايو 2024 07:56 صـ 27 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
قيادات الرحمانية يشاركون الاخوه الاقباط احتفلاتهم بعيد القيامة المجيد محافظ السويس يجمع القيادات ويفاجئهم بتحليل مخدرات نجاح مبهر لمهرجان بابل للثقافات العالمية 2024 ” صور ” فساد جديدة بالملايين.. التحقيق مع وكيل وزارة التموين و8 مسؤولين بتهمة السرقة الداخلية تكشف ملابسات واقعة النصب على المواطنين عبر التطبيقات الإلكترونية الداخلية تكشف ملابسات إلقاء زوج لزوجته من السيارة ويخطف صغيرته بدمياط الأطباء البيطريين تحذر المواطنين من أكل أجزاء في الفسيخ والرنجة إعلام عبري: إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم بعد تعرضه للقصف سيول وصواعق رعدية.. السعودية تطلق الإنذار الأحمر بسبب طقس الساعات المقبلة غداً....انطلاق مبادرة «شوف بنفسك »من أمام ستاد الإسكندرية نائب محافظ البحيرة تؤكد على جاهزية المنتزهات والحدائق العامة لإستقبال المواطنين خلال الإحتفال باعياد الربيع ”شم النسيم” وفد حماس يغادر القاهرة بعد انتهاء مباحثات الهدنة

تعرف على أنواع الفتن التي تصيب القلب

أرشيفية
أرشيفية

القلب هو محل الاختبار والابتلاء ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح الجسد كله ) ولكن هل هناك قلوب اربعة ؟ وما هي الفتن التي قد تصيب القلوب ؟

في هذا الصدد تجيب الدكتورة صوفيا زادة ، دكتورة علم النفس وعلاقته بالقرآن والسنة ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( القلوب أربعه : قلب أجرد فيه فيه مثل السراج يزهر ، وقلب أغلف مربوط علي غلافه ، وقلب منكوس وقلب مصفح ، فأما القلب ألأجرد فقلب المؤمن سراجه فيه نوره ، وأما القلب الأغلف فقلب الكافر ، وأما القلب المنكوس فقلب المنافق ،عرف ثم أنكر ، وأما القلب الصفح فقلب فيه إيمان ونفاق ، فمثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء الطيب ، ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والدم ، فأي المادتين غلب علي الأخري غلب عليه ( فقلب أجرد ) أي متجرد مما سوي الله ورسوله ، فقد تجرد سوي الحق ، ( وفيه سراج يزهر ) ، وهو مصباح الإيمان ، فأشار بتجرده إلي سلامته من شبهات الباطل ، وشهوات الغي ،بحصول السراج فيه إلي إشراقه واستنارته بنور العلم والإيمان

وأشار ( بالقلب الأغلف ) إلي قلب الكافر ؛ لأنه دخل في غلافه وغشائه ، فلا يصل إليه نور العلم والإيمان ، كما قال تعالي حاكياً عن اليهود : ( وقالوا قلوبنا غُلف ) جمع أغلف ، وهو في الداخل في غلافه ، وهذه الغشاوة هي الأكنه التي ضربها الله عز وجل ، علي قلوبهم عقوبة لهم علي رد الحق والتكبر عن قبوله فهي أكنه علي القلوب ، ووقر في الأسماع ، وعمي في الأبصار ، وهي من الحجاب المستور عن العيون : ( وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً ، وجعلنا علي قلوبهم أكنة ان يفقهوا ، وفي آذانهم وقراً ، وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا علي أدبارهم نفوراً ) فإذا ذكر لهذه القلوب تجريد التوحيد وتجرد المتابعة ، ولي أصحابه علي أدبارهم نفوراً

وأشار بالقلب المنكوس - وهو المكبوب - إلي قلب المنافق كما قال تعالي : ( فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا ) أي نكسهم وردهم في الباطل الذي كانوا فيه ، بسبب كسبهم وبسبب أعمالهم الباطلة ، وهو شر القلوب وأخبثها ، فإنه يعتقد أن الباطل حقاً ويوالي اصحابه ، والحق باطلاً ويعادي أهله (القلب الذي له مادتان ) إلي القلب الذي لم يتمكن فيه الإيمان ، ولم يظهر فيه سراجه ، حيث لم يتجرد للحق المحض الذي بعث الله به رسوله ، بل فيه مادة من خلافه ، فتارة يكون للإيمان أقرب منه للكفر ، والحكم الغالب وإليه يرجع

ومن هنا يتضح لنا ان مدار الأعمال علي القلب ، فهو القائد والجوارح جنوده يوجهها حيث يشاء أراد ، ولما علم عدو الله إبليس أن المدار علي القلب والاعتماد علي القلب ، والاعتماد عليه أجلب عليه بالوساواس، وأقبل بوجود الشهوات إليه ، وزين له من الأحوال والأعمال ما يصدره عن الطريق ، وأمده من أسباب الغي بما يقطعه عن أسباب التوفيق ،ونصب له من المصايد والحبائل ، فإن سلم من الوقوع فيها لم يسلم من أن يحصل له بها التعويق ، فلا نجاه من مصايده ، ومكايده إلا بدوام الاستعانه بالله تعالي ، والتعرض لاسباب مرضاته ، وإلتجاء القلب إليه ، وإقباله عليه في حركاته وسكناته ، والتحقق بذل العبودية الذي هو أولي ما تلبس به الإنسان ليحصل له الدخول في ضمان ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان )

وتابعت ، عن حذيفه بن اليمان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( تُعرض الفتن علي القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً ، فأي قلب أشربها نُكتت فيه نُكته سوداء ، وأي قلب أنكرها نُكتت فيه نُكته بيضاء حتي تصير علي قلبين ، قلب أبيض مثل الصفا ، فلا تضره فتنه ما دامت السموات والأرض ، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً ، لا يعرف معروفاً ، ولا ينكر منكراً ، إلا ما أشرب من هواه

وأشارت دكتورة علم النفس ، إلى ما شبهه ابن القيم رحمة الله عليه من عرض الفتن علي القلوب شيئاً فشيئاً ، كعرض عيدان الحصير ، وقد قسمت الي قسمين : قلب إذا عرضت عليه فتنه أشربها ، كما يشرب الإسفنج الماء فتنكت فيه نكته سوداء ، فلا يزال يشرب كل فتنه تعرض عليه حتي يسود وينتكس ، وهو معني قوله ( كالكوز مجخياً ) أي مكبوباً منكوساً ، فإذا أسود انتكس عرض له من هاتين الآفتين مرضان خطيران متراميان به إلي الهلاك ، أحدهما : اشتباه المعروف المنكر ، فلا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً ، وربما أستحكم عليه هذا المرض ، حتي يعتقد المعروف منكراً والمنكر معروفاً ، والسنه بدعه والبدعه سنة ، والحق باطل ، والباطل حقاً

والثاني : تحكيمه هواه علي ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، وانقياده للهوي واتباعه له
وقلب أبيض قد أشرق فيه نور الإيمان ، وأزهر فيه مصباحه ، فإذا عرضت عليه الفتنه أنكرها وردها ، فإزداد نوره وأشراقه وقوته

وأردفت زادة ، ومن أسباب مرض القلوب ، الفتن التي تعرض عليها ، وهي فتن الشهوات و فتن الشبهات ، فتن الغي والضلال ، و فتن المعاصي والبدع ، و فتن الظلم والجهل ، فالأولى توجب فساد القصد والإرادة ، والثانية توجب فساد العلم والأعتقاد.

لماذا شبّه الله الدّنيا بالماء..علماء يجيبون

وأوصت الدكتورة صوفيا ، يجب علي المسلم ان يراقب قلبه ، ويتعرف أحواله ويتخوله بالموعظة بين الحين والآخر ، وليعلم انه بصلاحه تكون السعادة الأبدية ، وبفساده يكون الشقاء والبلاء والخسران المبين ، وإنه كلما ازداد إيمان القلب ، وقوى يقينه ، زاد نوره الذي يميز به بين الحق والباطل والهدي والضلال ، وإشعار القلب إخلاص العمل ، ودوام اليقين ، فإذا أشرب القلب العبودية والإخلاص صار عند الله من المقربين وشمله استثناء ( إلا عبادك منهم المخلصين )

واختتمت الدكتورة زادة ، نقاء القلب وإخلاصه يرفع صاحبه درجات ، فقد روي ابن ماجه ، عن عبد الله بن عمرو قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي الناس أفضل ؟! قال : ( كل مؤمن مخموم القلب صدوق اللسان ) قالوا : صدوق اللسان نعرفه ، فما مخموم القلب ؟ قال : ( هو النقي التقي لا إثم فيه ولا غل ولا حسد ).