جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 04:33 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الشيخ أحمد علي تركي يكتب: الدروس المستفادة من تحويل القبلة

الشيخ أحمد علي تركي
الشيخ أحمد علي تركي

عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: لما قدِم رسول الله ﷺ المدينة ، صلّى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهراً ، وكان رسول الله ﷺ يحب أن يُوجَّه إلى الكعبة فأنزل الله تعالى :

قد نرى تَقلُّبَ وجهِك في السماء فلنولينَّك قبلةً ترضاها فولِّ وجهَك شَطر المسجد الحرام.

قال: وصلى مع رسول الله ﷺ رجل فخرج بعدما صلى، فمر ّعلى قوم من الأنصار وهم ركوع في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال: هو يشهد أنه صلى مع رسول الله ﷺ وأنه قد وُجّه نحو الكعبة فانحرف القوم حتى توجهوا إلى الكعبة.

فقال السفهاء من الناس وهم اليهـود: مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيهَا.

فأنزل الله:

قُلْ لِلَّهِ الْمَشرِقُ وَالْمَغرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ.

رواه البخاري والترمذي والبيهقي وابن حبان.

فوائد من تحويل القبلة:

المسجد الذي تحولت فيه القبلة هو مسجد بني سلمة في صلاة الظهر حيث كان الرسول ﷺ يحضر جنازة أحد الصحابة.

ثم كانت أول صلاة على القبلة الجديدة في المسجد النبوي هي صلاة العصر، وأول صلاة في مسجد قباء هي صلاة الفجر حيث تأخر وصول الخبر إليهم.

تسليم الرسول أمر توجيهه لله فهو لا يختار لنفسه بل يحب أن يوجهه الله.

وكرامته على ربه حيث أعطاه الله ما يريد بمجرد تقليب بصره في السماء وبدون تصريح بالطلب.

سرعة الاستجابة لأمر الله وتنفيذ الأمر في وسط الصلاة بعد ركعتين.

شدة نظام الصحابة حيث تحولوا إلى القبلة الجديدة في وسط الصلاة بلا فوضى ولا ضجيج.

الانقياد لأمر الله والتوجه حيث يوجّه عبادة وترك أهواء النفوس والارتباط بأي عصبيات .

ثقة الصحابة في بعض وعدم وجود الكذب وتصديق من أخبرهم بتحويل القبلة .

حرص الصحابة وشدة حبهم وشعورهم ببعض فقد سألوا عن إخوانهم الذين ماتوا قبل تحويل القبلة فأنزل الله:

وما كان الله ليُضيع إيمانكم .

أي : صلاتهم وصلاتكم التي صليتموها تجاه بيت المقدس ، وسمّى الصلاة إيماناً لفضلها وعظمتها .

اليهـود لا يفوتون فرصة لحرب المسلمين فكرياً واقتصاديا وعسكريا .

كان تحويل القبلة سنة ٢ هــ .

ولو أخذنا برواية ستة عشر شهراً فالتحويل كان في نصف شهر رجب وهو رأي الجمهور .

ولو أخذنا برواية سبعة عشر فالتحويل كان في نصف شعبان وهو رأي الإمام النووي وغيره .