جريدة الديار
السبت 27 أبريل 2024 07:58 صـ 18 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

”منظومة النظافة الجديدة”.. نقلة حضارية في شوارع المحروسة

رفع مخلفات البناء من المنازل والجمع السكني للقمامة مجاناً

تدوير المخلفات رفع وتجميع القمامة والمظهر الجمالي أهم مراحلها

بداية مبشرة في شرق وغرب القاهرة بتعاون الحكومة مع القطاع غير الرسمي بمعدات متطورة

هدفها الرئيسي.. التخلص الآمن من المخلفات وإعادة التدوير للصالح العام

تحافظ على صحة المواطن وتوفر بيئة صحية للجميع

تأتي بالمردود الإيجابي على السياحة وجذب الاستثمار ورضاء وثقة المواطن

جاء التكليف الرئاسي بتطوير منظومة النظافة بمثابة طوق النجاة للمصريين، خاصة بعد مواجهة العالم لقضية التغير المناخي الهامة وانتشار جائحة كورونا مع ظهور تراكم القمامة في عدة مناطق وارتفاع أسعار رفع المخلفات، مما دعا مجلس النواب لمناقشة وإصدار قانون لإدارة المخلفات الصلبة للعمل بالطرق العلمية المدروسة وتطوير البنية التحتية بمنظومة النظافة الجديدة المتكاملة.

وتم الانطلاق بالبدء في تطبيق المنظومة بقطاعي غرب وشرق القاهرة والعديد من المدن بالتعاون مع الحكومة والقطاع غير الرسمي بهدف التخلص الآمن من القمامة والاستفادة منها، فتم إنشاء مدافن صحية ومحطات مناولة وسيطة، ومصانع لتدوير المخلفات بدون أي تلوث للبيئة أو إضرار بالإنسان، الأمر الذي أحدث تحسن ملحوظ وطفرة في منظومة النظافة منذ بداية تطبيقها ما يعني أن النتائج الأولى مبشرة بالخير لكل محافظات مصر.

مراحل التطبيق الآمنة

بداية، قال اللواء إيهاب الشرشابي ـ رئيس الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة ـ إن بداية المنظومة بتوقيع برتوكول تعاون في عام 2018 بين وزارات "التنمية المحلية، البيئة، الإنتاج الحربي، مع الهيئة العربية للتصنيع، والهيئة العامة للنظافة" ودمج القطاعين العام والخاص بالمنظومة، والهدف الرئيسي من منظومة النظافة الجديدة هو التخلص الآمن من المخلفات وإعادة تدويرها والاستفادة منها للصالح العام.

وتتم على ثلاثة مراحل، الأولى إنشاء مصنعين بمدينة العبور ومدينة 15مايو لإعادة التدوير بنسبة 65% لإنتاج سماد "الكمبوست" العضوي، والباقي تدفن بمدافن صحية وتحول لحدائق فيما بعد، والمرحلة الثانية إنشاء محطات مناولة وسيطة ثابتة ومتحركة في مناطق المحافظة الأربعة ونقط تجميع القمامة بالأحياء، حيث تم إنشاء مناولة المقطم بالجنوبية، وبورسعيد بالشمالية، ومناولتي منشأة ناصر والحلبي بالغربية، ومناولة المطرية وعين شمس بالشرقية، وجاري إنشاء مناولتين بغرب مدينة نصر والسلام، على أن يتم جمع المخلفات يومياً ونقلها للمصانع، أما المرحلة الثالثة وهي الأهم بالجمع السكني الكامل ونظافة الشوارع.

وأكد، أنه تم التعاقد مع شركتين، شركة "انفيرو ماستر" لشرق القاهرة، وشركة "إرتقاء" لغرب القاهرة، وذلك لمهمة الجمع السكني ونظافة الشوارع والتوصيل للمصنعين على أن تقوم المركزية للنظافة بالمنطقتين الشمالية والجنوبية بالجمع السكني والتوصيل للمصانع، وهناك متابعة مستمرة للتقييم والوصول لشوارع بدون مخلفات بعد رفعها بشكل يومي، حيث تم توفير معدات متطورة تناسب خطة2030 والتنمية المستدامة.

وناشد، المواطنين بدعمهم المستمر ووضع القمامة في أماكنها المخصصة، والإبلاغ على رقم الخط الساخن للهيئة "15264" عن شكاوى عدم وصول مندوبي الجمع السكني بدون تحصيل رسوم لأن الجمع مجاني، وعن وجود بؤر قمامة بالشوارع لمنع الفريزة وانتشار الطلاب الضالة والقطط علماً بأنها ترفع يومياً، وعن وجود مخلفات البناء "الرتش" لرفعها من المنازل مجاناً.

تحسن ملحوظ

من جانبه، أكد د. إبراهيم صابرـ نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية ـ أن المنظومة الجديدة بدأت في التطبيق الفعلي من منطقتي شرق وغرب القاهرة، بالتعاقد من شركتين للقيام بالخدمة في المنظومة وذلك بمعدات حديثة متطورة، حيث أن الهدف من المنظومة الجديدة هو تغيير آلية التعامل وأن يشعر المواطن بتحسن ملحوظ عن الخدمة القديمة مع الاستفادة منها ، وأساس المنظومة قائم على الجمع السكني للقمامة، والنقل للمقالب العمومية، وعمل محطات مناولة وسيطة، ونظافة الشوارع، إلى جانب الوعي البيئي للمواطن.

وأفاد، بأن شركات النظافة مُكلفة بالجمع السكني وتجميع المخلفات في محطات مناولة وسيطة، حيث تم تنفيذ محطتين في شرق القاهرة بالمطرية وعين شمس لجمع المخلفات من المتعهدين ونقلها إلى مصنع بلبيس، وذلك للتخلص الآمن من القمامة والاستفادة منها بعد إعادة تدويرها في المصانع، وتم إعادة التثقيف والتوعية للناس من خلال الشركة وفي نفس الوقت هناك متابعة من خلال التنمية المحلية لمراقبة شركات النظافة الحالية لتقييم الأداء للشركة الخاصة.

وأضاف: إن التجربة من بدايتها ناجحة وكونها نجحت في أحياء شعبية والعمل فيها مرهق مثل المرج وعين شمس والمطرية فهذا مبشر بالخير.

التخلص الآمن

وفي سياق متصل، صرح شحاتة المقدس ـ نقيب جامعي القمامة ـ قائلاً: إن بعد التصديق على قانون إدارة المخلفات الصلبة وارتفاع قيمة جمع القمامة، قامت الدولة بتحسين الخدمة للمواطن بالتعاقد مع شركتين في قطاعي غرب وشرق القاهرة للقيام بالمهمة بأحدث طرق علمية بمعدات متطورة، وتم سحب معدات الدولة من هذين القطاعين لاستخدامهم في المنطقة الشمالية والجنوبية تحت إشراف هيئة النظافة ومحافظ القاهرة.

وتابع، منوهاً على أن منظومة الجمع السكني ستمنع إلقاء القمامة في الشوارع، خاصة مع استمرار جامعي القمامة بالعمل في المنظومة وطرح سيارات الشركة للعمل بثلاثة ورديات يومياً مع الرقابة المستمرة على أدائها، وسيتم إصدار قانون من خلال وزارة التنمية المحلية لتشديد العقوبة على المخالف بالحبس والغرامة أو تشميع المحال التجارية المخالفة بنظام جديد بما يحقق نجاح المنظومة وتحقيق أهدافها.

ويستطرد، بقوله: إن نقابة جامعي القمامة تبذل مزيد من الجهد بالتعاون مع وزارتي التنمية المحلية والبيئة لإنجاح المنظومة بالطرق العلمية الصحية للتخلص الآمن من القمامة، والقضاء على النباشين، وتم البدء في تطبيق المنظومة بالتنسيق ما بين وزارتي التنمية المحلية والبيئة مع القطاع غير الرسمي وجامعي القمامة، وظهرت النتائج في المناطق والأحياء التي تم تطبيق المنظومة فيها بالتحسن الملحوظ وطفرة في النظافة والمظهر الجمالي لم تشهدها مصر.

المردود الإيجابي

الجدير بالذكر، أكدت د. حنان كمال أبو سكين ـ أستاذة العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، وعضو هيئة التدريس من الخارج بجامعة القاهرة ـ أن التحول والاهتمام الكبير بملف البيئة بشكل عام وخاصة بمنظومة النظافة الجديدة له مردود إيجابي على اقتصاد البلد، وترويج السياحة وجذب الاستثمار الخارجي والحد من نسبة البطالة، بالإضافة إلى الانعكاس الإيجاب على القوى الناعمة وتحسن صورة الدولة في المجتمع الدولي، ويزيد من رضاء المواطن وثقته في أداء الحكومة خاصة بعد نحاج القرارات الاقتصادية الأخيرة.

وأضافت: إن اهتمام العالم بمواجهة قضية التغير المناخي جعلت التوجه لاستخدام مواد صديقة للبيئة، وتدوير المخلفات للاستفادة منها بدون إضرار بالإنسان وتلوث للبيئة، الأمر الذي دفع مجلس النواب لمناقشة قانون إدارة المخلفات بطريقة علمية، من حيث أن النظافة أصبحت مطلب لسلامة الإنسان وليست رفاهية خاصة بعد انتشار جائحة كورونا.