جريدة الديار
الأربعاء 1 مايو 2024 05:29 صـ 22 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الاندبندنت: تشابه الاستراتيجية الروسية في ماريوبول الأوكرانية وحلب السورية

أثار الدمار الذى لحق بمباني في ماريوبول
أثار الدمار الذى لحق بمباني في ماريوبول

تناولت صحيفة الاندبندنت البريطانية في تقرير أعده ريتش هول، تحدث فيه عن أساليب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا.

فرغم الصدمة التي أبداها الغرب من غزوه لأوكرانيا إلا أنه كانت معروفة لدى السوريين. فعندما شنت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير، شعرت العواصم الغربية بالصدمة، أولا من الجرأة وثانيا من الوحشية. و

لم يمض وقت طويل حتى بدأت القوات الروسية بقصف المدن الأوكرانية للسيطرة على مناطق في شرق وشمال شرق البلاد.

وسجلت مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة قتل 3.455 مدنيا في الشهر الأول من الحرب، معظمهم ماتوا جراء القصف المدفعي والصواريخ والغارات الجوية.

وتحول فلاديمير بوتين من شريك على المسرح العالمي إلى منبوذ في عيون الحكومات الأوروبية. وتحول الرأي العالمي بشأن روسيا في ليلة وضحاها.

وبالنسبة للكثير من السوريين كان هناك حس بعادية الأحداث التي تتكشف أمام ناظريهم في أوكرانيا، فقد شاهدوا هذا النوع من الوحشية من قبل في بلدهم.

وكانت سوريا مختبرا لكل هذه الأساليب، واليوم يستخدمونها في أوكرانيا وأكد الكاتب أن الكثير من السوريين تحدثوا على مدى الأشهر الماضية حول التشابه بين الأساليب الروسية في أوكرانيا والتدخل بسوريا عام 2015.

وتساءلوا عن فشل العلم باكتشاف المدى الذي تذهب فيه روسيا بوتين لاستعراض قوتها. وتدخلت روسيا في سوريا لدعم الديكتاتور بشار الأسد وأسهمت في كسر الجمود لصالحه عبر استخدام القوة الجوية المدمرة وفي كل أنحاء البلاد.

ووجدت المنظمة التي تحقق في الغارات الجوية على المدنيين “إيرورز” أن القصف الروسي أدى لمقتل ما يقرب عن 6.398 مدنيا نتيجة للأعمال العسكرية الروسية خلال السنوات الست الماضية.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن الغارات بدت لا تميز واستهدفت بشكل مقصود المنشآت الطبية وشملت على استخدام أسلحة لا تميز مثل القنابل العنقودية والحارقة. وقال الحمدو إن مراقبة الهجوم الروسي ضد أوكرانيا مثل مشاهدة فيلم مرة أخرى.

وقال إن العيش تحت رحمة الجيش الروسي عنى العيش في خوف دائم والتفكير الدائم بالخوف والتفكير بالتشرد والخوف على عائلتك. وفي الحقيقة فقد عنى العيش في ظل القصف الروسي هو أنه كلما فكرت أن المكان آمن كلما كان خطيرا جدا.

ويقول هول إن الوحشية الروسية الروسية في غزو أوكرانيا لم تكن السبب الرئيسي التي أدت للمقارنة مع سوريا، بل أساليب بعينها استخدمها الروس، مثل التدمير الشامل لمناطق المدنيين واستهداف المنشآت الطبية والعاملين فيها، وأساليب الحصار والهجوم على الممرات الإنسانية، وكلها أساليب استخدمت في سوريا.

وتقول الولايات المتحدة إن روسيا عينت الجنرال ألكسندر دوفرنيكوف لقيادة القوات الروسية في أوكرانيا، وهو نفسه الذي قاد القوات الروسية في العام الأول من التدخل في سوريا، وما بين سبتمبر 2015 يونيو 2016.

وعلق مجد خلف، المتطوع السابق في قوات الدفاع المدني أو الخوذ البيضاء إنه شاهد العديد من الإشارات عن استخدام موسكو نفس الأساليب التي تبنتها في سوريا. وعندما كان يفتش في تويتر قبل أيام، شاهد مسعفين يعالجون ضحية غارة جوية واضحة عندما حصلت غارة اخرى وعلى نفس المكان. وكانت هذه تعرف في سوريا الضربة المزدوجة وأصبحت علامات على الغارات الجوية الروسية.

وعلق: لقد شاهدت ضربة مزدوجة في أوكرانيا وذكرتني بما حدث في سوريا. وغردت حولها لنقل المعلومة إلى الشعب الأوكراني، المسعفون والصحفيون حتى يحموا أنفسهم. وأضاف يستهدفون المكان ثم ينتظرون حتى يأتي أول المسعفين لمساعدة المدنيين ثم تحضر مقاتلة إلى نفس المكان وتستهدفه مرة ثانية.

وكانت الخوذ البيضاء هي هدف الغارات وخسرت أكثر من 292 متطوعا كما يقول. وتم توثيق استخدام الضربات المزدوجة للطيران الروسي والسوري في الحرب الأهلية السورية بشكل مفصل. وقال محققو الأمم المتحدة في عام 2020 إن القوات الروسية شنت هجمات مزدوجة على سوق في 22 يوليو 2019 مما أدى لمقتل 43 مدنيا.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة للتحقيق في سوريا بتقرير لها إن الروس لم يوجهوا غارتهم نحو هدف عسكري محدد بشكل تصل إلى جريمة حرب وشن غارات لا تميز على المناطق المدنية. وقال خلف اقتضى منا وقتا طويلا حتى نفهم هذه الأساليب.

وأشار إلى أن دخول روسيا للحرب في سوريا ترك أثارا عميقة على المدنيين، ومنذ غزو روسيا لسوريا تغير كل شيء، وكان للناس خيارين، مثل ماريوبول، ربما الموت في المدينة أو التهجير القسري. وما يفعلونه الآن في ماريوبول فعلوه في حلب وهي نفس الإستراتيجية.