جريدة الديار
السبت 5 يوليو 2025 07:55 مـ 10 محرّم 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
حملة مشتركة للكشف عن تعاطي المواد المخدرة والمخالفات المرورية طريق الدولي الساحلي بجمصة وأمام اسعاف مصنع الزيت والصابون بمركز المنصورة السيسي يؤكد على دعم مصر لاستقرار ليبيا وسيادتها رئيس هيئة الدواء يشارك فى افتتاح توسعات شركة أولميد ميدل إيست لدعم تصنيع مستلزمات الغسيل الكلوى وزير العمل يوجه بمتابعة تداعيات حادث المنوفية .. ويتقدم بالعزاء لأسرة المتوفين .. وبسرعة الشفاء للمصابين رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات: 201 مرشح بالنظام الفردي اليوم حصار مشدد على مخيمي طولكرم ونور شمس تفاصيل حادث الطريق الإقليمي: محاولة تجاوز سيارة نقل تنتهي بمصرع 9 أشخاص كشف ملابسات العثور على جثماني رجل وسيدة في نهر النيل بالمنصورة غارات إسرائيلية على قطاع غزة تودي بحياة 8 فلسطينيين أسعار البنزين والسولار في مصر: استقرار بعد التحديث الأخير في أبريل 2025 كشف ملابسات واقعة سرقة منزل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الثاني خلال 24 ساعة بعد سائق البحيرة : وفاة رئيس قطار أثناء تأدية عمله في محطة أسيوط

ناصر خليفة يكتب : الانتحار جريمة في حق المجتمع

ناصر خليفة
ناصر خليفة

عندما يُقدم واحد من الناس على الانتحار وفي مكان عام وعلى الملأ، ليعلم الناس جميعا أن شخصا ما انتحر ، وتنتشر الواقعة، وتصبح على ألسنة الناس، فإنها تؤلم قلوبهم وتشغل عقولهم، وتقلب أفكارهم، وتثير هواجسهم فهذه جريمة في حق المجتمع، فربما يكون هذا الشاب مشجعا للكثيرين من الذين يعانون من أمراض نفسية أو لديهم احباطات ومضايقات وصعوبات في الحياة فيقدمون على هذا الحل السريع والسهل وغير المُكلف ..! .

من المؤكد أن هذا المنتحر كان في علمه المُسبق أنه سيترك خلفه أقاويل كثيرة وتفسيرات متباينة، يستغلها المغرضون في تشويه سمعة موطنه، ليسرع كل من هب ودب لاستغلال الحدث للاصطياد في المياة العكرة، وإرجاع ظاهرة الانتحار إلى فشل المسؤولين في بلد المنتحر في توفير عيشة كريمة للشعب وخاصة فرص عمل للشباب، وبالطبع غير مبالين لما تقوم به الدولة من أجل ذلك.. هؤلاء المغرضون يصنعون من المنتحر بطلا! .

وربما يصنفونه على أنه شهيد المشهد السياسي وراح ضحية كذا وكذا،، ثم يحملون هذا الحدث على كاهل الدولة !! وكأن ظاهرة الانتحار لا تحدث في أي مكان غير بلدنا !!.

وهذا ما جعلني أقول ان الانتحار جريمة في حق المجتمع وفي حق الدولة .. وقبلهم في حق ربنا سبحانه وتعالى الذي هو من يملك النفس والروح التي أزهقها المنتحر عمدا بيده ..

فماذا يعني شاب انتحر بكامل إرادته وبكامل قواه العقلية؟!

يعني شخص ابتعد تماما عن رحمة ربنا ولم يحسن الظن بربه ..!

يعني واحد فقد كل الأحاسيس الحلوة والمشاعر الجميلة، وفقد أدنى معاني التفاؤل، فقد الحد الأدنى من الأمل ..!يعني واحد استسلم لجبروت اليأس والإحباط فطبق على أنفاسه فجعل عالي كيانه ووعيه أسفله ..!

يعني شخص امتلكه شيطان رجيم واحتوى على كل ذرة في وجدانه وعقله ..!

يعني واحد فقد ايمانه بكل شيء حتى إيمانه بنفسه ..!.

يعني واحد فقد كل إحساس برد فعل أمه عندما تسمع الخبر الذي يطبق على أنفاسها وربما تصاب بشلل رباعي لم يرد على خاطر هذا الشاب المنتحر ! لأنه أناني فلم يفكر في كل لحظة تعيسة ستعيشها أمه بعد انتحاره لم يفكر في الامها وأمراضها التي ستحل في جسدها حزنا عليه..في حين ربنا يقول : "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة" !..

هذا المنتحر هو شخص فقد أدنى جدوى من حياته فأصبحت لا قيمة لها عنده ..!.

إن كنت اطلب له الرحمة

فالدين أجاز الترحم عليه ولم يكفره ولم يخرجه من الملة لكني لست متعاطفا معه ..

فهو بين يدي الله إن شاء رحمه وإن شاء عذبه ..

ففي رأيي أن قاتل نفسه كقاتل غيره، إزهاق النفس والروح التي هي ملك لله وليست ملك لأحد .. فهل من تعاطف مع قاتل ؟! لا فرق بين من تعمد قتل غيره ومن تعمد قتل نفسه ، الاثنان قتلة.

ولعل الله يرحمهم جميعا ويرحم مجتمعنا من تكرار الإنتحار .